مقالات وآراء

دخول الخرطوم بقيادة ( د خليل ) في العاشر من مايو ٢٠٠٨ (اطعم للمهمشين) من دخول الخرطوم بقيادة المهدي

ابوبكر القاضي
ابوبكر القاضي

ثورة الزرقة حققت اهدافها العسكرية منذ العاشر من مايو ٢٠٠٨ .. و اعاد د خليل مجد ( عمارة دنقس ) وهيأ البلاد لتحالف ، و تعايش علي اساس الندية و المساواة .

جهازالامن ، بتسليحه للجنجويد و للقبائل العربية ، قد وضع الساس المتين ( لحرب الموارد ) فى دارفور .. و المطالبة بنصف الثروة اسوة بالجنوب ، وربما المطالبة بتقرير المصير !!

لالوب بلدنا ، ولا تمر الناس :

يحتفل الهامش السوداني اليوم ( ١٠ مايو ) بالذكرى الثامنة لدخول قائد المهمشين ، الشهيد د خليل ابراهيم محمد العاصمة الخرطوم ( عصرا ) ، و الشمس حية ، و كمرات الكون تسجل هذا الانتصار التاريخي ، و النقلة النوعية في صراع الهامش ضد المركز في السودان . في مثل هذا اليوم ، العاشر من مايو ٢٠٠٨ ، دخلت جحافل اشاوس المهمشين الخرطوم ، بتخطيط و تنفيذ كل ابناء السودان في حركة العدل و المساواة ، وهى حركة قومية سودانية تعبر عن تطلعات الهامش السوداني في احداث تغيير بنيوي في المركز ، وهو الهدف الذي ظل الشهيد غرنق يعمل من اجله منذ عام ١٩٨٣ ، و بقيام نظام الانقاذ الاقصائي سقط هذا الحلم علي اعتاب الدولة الدينية التى لا تحتمل الشراكة ، و لاتطيق التنوع السوداني .
الثورة المهدية عزيزة علي اهل السودان قاطبة ، و لها معزة خاصة لدي انسان دارفور و كردفان / الغرب الاجتماعي الكبير . في القرن التاسع عشر كان انسان الغرب الاجتماعي يبحث عن ( الخلاص ) ، و نسبة لان ظروف الثورة في الغرب الاجتماعي الكبير لم تكن ناضجة بالقدر الكافي كان و ليد دارفور ( ممثلا في الخليفة عبدالله تورشين ) يبحث عن الخلاص في قيادة تاتي من الشرق ( مهدي ، شريف من مكة ) .
دخول ( امدرمان ) في العاشر من مايو بقيادة د خليل ابراهيم محمد يرمز الي نضج الوعي لدي انسان الغرب الاجتماعي الكبير ، بانه قادر علي ( صناعة اشيائه بنفسه ) ، و انه ليس بحاجة الي ( مهدي / شريف / من مكة او من مصر ) .و قد التقط الامام الصادق بذكائه هذه النقطة في العاشر من مايو ، عندما شاهد جحافل الثورة تاتي ( من الغرب ) و قائدهم ( منهم ) ، لذلك ، كان السيد الامام اكثر تحاملا علي عملية الذراع الطويل ، من اهل الانقاذ انفسهم ، وتبقي الحقيقة .. لقد حرر د خليل ابراهيم الغرابة جميعا ، زرقة ، و عرب ، و الي الابد ، انتهي عهد التبعية ، و دخلنا عصر الندية . واذا كانت الثورة المهدية عزيزة علي اهل الغرب الاجتماعي بصورة خاصة ، فان دخول الخرطوم في العاشر من مايو ٢٠٠٨ بقيادة صاحب الذراع الطويل د خليل ، ( كان اطعم للمهمشين ) من دخول الخرطوم بقيادة المهدي ، و ذلك علي قاعدة المثل البلدي الرائع ( لالوب بلدنا و لا تمر الناس ) .

ثورة الزرقة المسلحة حققت اهدافها العسكرية منذ العاشر من مايو ٢٠٠٨ ؟!!

من البداهة بمكان ، ان الثورة المسلحة هدفها اجبار الحكومة المركزية للجلوس للتفاوض ، لذلك فان حركة العدل و المساواة ، هى التى رتبت منبر الدوحة بعد عملية الذراع الطويل مباشرة ، لذلك فان حكومة الخرطوم لم تكن راغبة في التفاوض معها وهى ( مهزومة عسكريا ) . و قد حاولت الحكومة انشاء جيش مخلص من ابناء العرب العباسيين ، و قد جربوا الحرب في دارفور ، و لكنهم ( شردوا ) علي حد وصف نافع علي نافع ، فوقعت الاجهزة الامنية في المحظور ، حين ( استجارت من ارمضاء بالنار ) ، استخدمت سياسة فرق تسد ، باختصار سلحت القبائل العربية ضد الزرقة ، وبذلك و قعت في الخطا التاريخى الكبير ، سلمت السلاح لعدو المركز التاريخي ، ( العدو الحقيقي ) ، فوقعت في شر اعمالها !!

تسليح القبائل العربية سينقل الحرب ( من مطالبات بالخدمات ) الي ( حرب موارد بقسمة (٥٠ : ٥٠) اسوة بالجنوب !!
( نزع الروح .. و لا نزع السلاح ) :

سيحفظ التاريخ للجيش السوداني انه رفض فكرة الجنجويد ، ، و رفض انتساب قوات الدعم السريع للقوات المسلحة السودانية . لقد رفضت حكومة الانقاذ دفع استحقاقات السلام العادل مع الشهيد د خليل ، و اختارت طريق الحرب بالسخرة ( اقتل العبد بالعبد ) ، و سلحت القبابائل العربية حتي و صلنا في السودان الي حالة القبيلة الاقوى من الدولة ، و قد شاهدنا جميعا كيف رفضت قبيلة الرزيقات الخضوع للتحقيق العادل من قبل وزارة العدل و النائب العام ابان احداث ( الرزيقات / المعاليا ) .
الايام حبلي بيننا ، لن نسبق الزمن ، و سوف نري كيف ستنزع الحكومة سلاح قوات الدعم السريع ؟ هل سيتم دمج قوات الدعم السريع برتبها في القوات المسلحة ؟!! هل ستسلم القبائل العربية سلاحها ( طوعا) ؟ البداهة تقول : ( نزع الروح ولا نزع السلاح ) . و اذا قرانا تجارب الشعوب الاخري ، و نحن اقرب الي الشعب اليمني .. سنجد ان الدولة اليمنية قد فشلت في نزع سلاح القبائل رغم تجانس القبائل في اليمن ، و تعايشها تحت سلطة مركزية خلال ٧ آلاف سنة ! الواقع يقول ان ( القبيلة الاقوى من الدولة ) هي التى اسقطت العواصم اليمنية الواحدة تلو الاخرى ، صنعاء ، فعدن ، و هكذا اسقط الحوثيون الدولة اليمنية .
قطعا ، اتفهم الظروف الاقليمية التي ساعدت الحوثيين ، وهى ، اي الظروف الاقليمية متوفرة في حالة القبائل العربية في كردفان ودارفور ، و اعني بها تحديدا الاوضاع في ليبيا ، و تشاد ، و متغيرات الحرب علي الارهاب ، ( ضد بوكوحرام / و تنظيم الدولة في منطقة الساحل والصحراء ) . هذه المتغيرات الاقليمية سوف تجعل ( خبرة الدارفوريين في حروب الصحراء / و حرب اللاندكروزر) سلعة غالية الثمن ، خاصة و انها مرتبطة بالموت ، و شاهدنا ، انه بالتحليل ، لن يموت ابناء القبائل العربية في دارفور ( موت الضان ) ، لن يسلموا سلاحهم ( باخوى و اخوك ) ، و يجلسوا مثل النسوان .
القراءة تقول : ستبدأ حرب الموارد في دارفور عند مطالبة الحكومة القبائل العربية بتسليم سلاحها طوعا او كرها . سوف تطالب القبائل العربية حينها بقسمة الثروة ( مناصفة ) كما حدث مع الجنوب في نيفاشا . و الثروة المعنية طبعا هي ( ركاز الارض ) في دارفور ، البترول ، الذهب ، النحاس ، اليورانيوم … الخ . و ربما تطالب بتقرير المصير .

الخلاصة :
١- عملية الذراع الطويل حققت اهدافهازالعسكرية منذ عام ٢٠٠٨ ، و قد احدثت نقلة نوعية في نفسية انسان ( الغرب الاجتماعي الكبير ) ، اعطته الثقة في نفسه بانه قادر علي ( قيادة نفسه ، ( كفاحا بلا واسطة شريف من المركز ) ، و من ثم قادر علي حكم السودان ) ، فاذا اسقطت الحكومة كلمتي ( جبال النوبة ، و دارفور ) من الجغرافيا ، فلن تسقط ابدا .. ابدا ( العقل الجمعي للغرابة ) في دارفور و كردفان و امتدادهما الموجود في مديرية النيل الازرق القديمة ، و مديرية كسلا القديمة .
فعملية الذراع الطويل ( ردمت الهوة النفسية ) و ( ازالت حالة الاحساس بالدونية لدي الغرابة ) ، و بالمقابل ازالت حالة الاستعلاء الزائف لدي المركز ، و وفرت ارضية جديدة لتحالف جديد يقوم علي ( السودانوية ) ، اشبه بتحالف عمارة دنقس وعبدالله جماع ، يحفظ للوطن وحدته ، ويحول دون ايلولة السودان الي مصر بعد ان فشل السودانيون في الحكم الذاتي .
٢- السودانيون ( يضحكون هذه الايام ، علي الجنوبيين ) بسبب الحرب الاهلية بين الجنوبيين بعد ان انفصلوا من السودان الشمالي ، و يفوت علي هؤلاء الشماليين ان الجنوبيين انما يعيدون تجربة ( السودان ) بعد انفصاله من مصر نهايات عام ١٩٥٥، فقد نشات الحرب الاهلية في الجنوب مع نهايات فترة الحكم الذاتي في عام ١٩٥٥ ، و الحقيقة هي : اذا فشل ابناء المركز في التعايش ( القائم علي الندية و المساواة ) مع اشقائهم في الغرب الاجتماعي ، فسوف تؤول الدولة السودانية الي مصر ، لان ابناء المركز لا يحاربون ، ولا يموتون من اجل الارض و السيادة و السلطة ، ( و ابناء القبائل العربية اكثر علما بذلك ) ، و بالتالي ، اذا قلب الجنجويد / القبائل العربية ، علي نظام الخرطوم ، فسيطلب الاخير نجدة الجيش المصرى ، ولا استقلال ، و لا كرامة لمن فشل في حماية ارضه، و قدوم الجيش المصري سيعيد عهد محمد علي باشا الي السودان بكل تاريخة البغيض !! و عندها سينتقل عبء التحرير الي الغرابة ( زرقة + جنجويد ) مرة اخري ، و سوف يعيد التاريخ نفسه .
٣- عملية الذراع الطويل حققت اهدافها علي الصعيد الاجتماعي في زمن قياسي ، و اعني بذلك انها ( حققت الاعتراف الاجتماعي ) بانسان دارفور ، فاذا كانت الحكومة قد اختارت المكابرة و انكار الهزيمة ، فان الشارع السوداني في المركز و الذي شاهد بعينيه عجز الحكومة التام في الدفاع عن امدرمان ، قد سجل ( اعترافا ) كاملا بالهزيمة ، و الانتصار يولد الاعجاب بالمنتصر ، و الاعتراف به كند ، و هذا الاعتراف ( الشعبي ) في الشارع هو الذي ولد ( الاعتراف بالاخر/ الدارفوري ) ووضع الارضية المناسبة للمساواة الاجتماعية .
ابوبكر القاضي
١٠/ مايو/ ٢٠١٦

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock