مقالات وآراء

حقاً قيل عنه انه جاهل

يعقوب سليمان  / مناظير الهامش
يعقوب سليمان / مناظير الهامش

في وصف بليغ لشخصية الرئيس السوداني بعد ان جدد رفضه إقامة أي تفاوض خارج البلاد وأعلن خلال زيارته لرئاسة أركان القوات البرية بأنه لا حوار خارج البلاد ومن يريده عليه المشاركة في الحوار بالداخل، وصف رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم حديث البشير بانه جاهل بحرب العصابات موضحا أن الثورة في السودان هي ثورة شعب له قضايا عادلة يقاتل من أجلها، مؤكدا أن الثورة ستستمر رغم أنف البشير إذا لم يتم التوصل إلى سلام عادل وشامل يردحقوق الناس ويرفع المظالم، وقال إنه إذا رفض البشير التفاوض اليوم فإنه سيبحث غدا عن من يفاوضه ولن يجده.
نحن هنا نتساءل ما سبب اغلاق الرئيس السوداني بوابة التفاوض هل يفتكر انه في مقدوره ارهاب المعارضة للقبول بحوار الوثبة؟ وهل يعتقد ان حوار الوثبة والنداءات التي يطلقها يمكن ان ترضخ لها المعارضة والحركات المسلحة؟ تجدد البشير لدعوته برفض اي حوار خارجي كان متوقع فليس هنالك جديد في الأمر، فحوار الوثبة الذي يدعو البشير المعارضة اليه سيعيد إنتاج الأزمة الوطنية الحالية والتي بدورها عصفت بالبلاد الى الهاوية ويقود إلى توسيع القاعدة السياسية والاجتماعية لنظام المؤتمرالوطني الشمولي ويعطيه الشرعية من جديد لمواصلة حكم السودان، لاننا شاهدنا على مدار الخمس سنوات الماضية الافعال والممارسات التي ظل يرتكبها نظام المؤتمر الوطني ابتداءً من المقابر الجماعية التي حدثت في مدينة كادوقلي والمجازر البشعة التي ارتكبتها في حق المدنيين في جنوب كردفان والنيل الازرق ودارفور وهو يقوم بإرتكاب المجاز في حق المدنيين ويجمع الجثث في حاويات وكأنها بضاعة فاسدة ونفايات معدة للتلف ويتخلص منها في الانهار ودفنهم في قبور جماعية، ليس هنالك جديد في حديث البشير الاخير لان المؤتمر الوطني لا يحمل اي رؤية جديدة للشعب السوداني غير الوعودات الزائفة المتكررة وقد سبق وان أعلن الرئيس البشير ضمانات جديدة لحرية التعبير والتجمع السياسي، وأصدر مرسوما بالإفراج عن السجناء السياسيين وبعد اقل من اسبوع صدر مرسوم رئاسي اخر يحظر على الأحزاب السياسية تنظيم اجتماعات في الدور التابعة لها دون إذن، انظروا بربكم كيف يتقلب النظام السوداني كالحربوية ومازالت الحربوية تريدنا ان نصدقها، لكن لان ليس هنالك من يتكهن بما يدور في ذهن الشيطان.
ظللنا نواصل في نضالاتنا ضد الظلمة والقاهرين لاننا رفعنا راية الثورة ضد التضييق وسياسة تكميم الأفواه، والظلم الذي وقع على عاتقنا، وإحتكار السلطة من الدخلاء وعلى بشة ان يعلم ذلك، ونؤكد له ولاعوانه ان الثورات التي تقودها شعوب الهامش السوداني التي يوحدها الظلم الواقع عليها لا تقبل القسمة علي اثنين، ولا توجد نصف ثورة، فانتصار ثورة الشعوب المظلومة أكيد ليس في ذلك من شك، والهرطقات التي تطلقها انت وزبانيتك لاتعنينا في شيئ بيد انها تزيدنا اصراراً وعزيمة لتحقيق ثورتنا التي اعلناها وسنموت من اجلها، صدق دكتور جبريل ابراهيم حينما قال انك رئيس جاهل.

مقالات ذات صلة