مقالات وآراء

ثورة مارس – يونيو التصحيحة أهي انقلاب، أم قطع طريق علي مؤامرة اختطاف الثورة؟

انه لأمر مثير للشفقة عندما يصف الثنائي مالك/عرمان المقالين من كابينة قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال قرارات ثورة مارس – يونيو التصحيحية التي قادتها مؤسسات وثيقة الارتباط بقواعد وشعبي جبال النوبة/ جنوب كردفان والنيل الأزرق بالانقلاب علي الشرعية. كما انه لأمر مثير للاشمئزاز ان يقاوم العرمانيون الثورة التصحيحية التي تقودها مؤسسات قاعدية يمثلها مجلسا التحرير في الإقليمين واتهام هذا الحراك الثوري التصحيحي جزافا باثننة وتقزيم الحركة الشعبية من خلال بياناتهما. فقد طالعنا بيان من يسمون انفسهم بقيادات الحركة الشعبية – شمال الذي وصف الثورة التصحيحية بالانقلاب علي الشرعية. كما زعم البيان ان تبني قضية تقرير المصير لجبال النوبة سيغير من طبيعة وهدف الكفاح المسلح ويحول الجيش الشعبي الي جيش يقاتل لفصل جزء من البلاد وهذا ليس موقف الحركة الشعبية في انكار ورفض واضح لمبدأ الوحدة الطوعية وحق الشعوب في تقرير مصيرها لانهم يعتقدون ان حق تقرير المصير يعني بالضرورة الانفصال متي سمح بممارسته. للكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لم يرفض العرمانيون مبدأ الوحدة الطوعية وحق الشعوب في تقرير مصيرها عندما تم تبني واعتماد ذلك في المؤتمر العام الأول للحركة الشعبية لتحرير السودان بشقدوم عندما كانت الحركة موحدة تحت قيادة الراحل د. جون قرنق ديمابيور؟ ا وكذلك في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية، فأين كان هؤلاء، وما الجديد الان حتي ترفضوا هذا الحق لشعب فرضت عليه حرب عنصرية ومورست ضده إبادة جماعية واضطهاد ثقافي وديني باعتراف عرمان نفسه قبل إقالته من الأمانة العامة؟ يبدو ان العرمانيين لايفكرون ولايرون الا بمايراه عرمان ويبصم عليه عقار الذي صار هو الآخر يعتمد كليا علي خطط وتقديرات عرمان في ادارة الأزمة، لكن فوق كل ذلك فان ما يثير الدهشة والاستغراب الي حد الحيرة هو ان يتفق الرفيقان مالك وياسر واتباعهما علي نعت تحرك قواعد الحركة الشعبية بالانقلاب علي الشرعية والذي حسب بياناتهم الخجولة سيقزم الحركة الشعبية، اي يجعلها مجرد حركة جهوية ذات صبغة اثنية وعنصرية على حد زعمهم. لاشك ان وصف التقزيم واثننة الحركة الشعبيةالذي ورد في بيانات الثنائي واتباعهما جاء كرد فعل غاضب على الثورة التصحيحية طغت عليه روح الإنتقام والتشفي والرغبة العارمة في الإنتصار للذات، وهذا الوصف يطابق تماماً في معناه وصف الرئيس الأسبق الراحل جعفر محمد نمييري لتحرك الاب فيلب غبوش بالانقلاب العنصري ولعل هذا التطابق في القول والتفكير والممارسة يعكس بجلاء عقلية مؤسسة الجلابة التي كان يمثلها السفاح نميري وقتها كما يعكس اصطفاف نخبوي وعنصري مخز من ابناء الشمال النيلي. هذا الاصطفاف العنصري الذي كنا نرصده ونراقبه عن كثب والذي استخدم فيه المخلوع مالك عقار للتامر علي شعبه وجيشه وتنظيمه بتدبير ماكر من عرمان والإمام الصادق المهدي كمخطط لاجبارنا علي الاستسلام والقاء السلاح وسوقنا مكرهين الي بيت الطاعة بصورة مقززة تعيد الي الاذهان تحالف عبدالله جماع وعمارة دنقس الذي شكل البداية الفعلية لمؤسسة الجلابة وثقافة الرق الوافدة، وهذا ما يقودنا بالضرورة كثوار للتفكير مرتين وبصورة جادة لإعادة النظر في اي احتمال لامكانية الالتقاء مجددا ولو في المستقبل البعيد مع رفاق الامس مالم نجد منهم اعتذارا او تفسيرا واضحا ومقنعا يبرر هذا الاصطفاف العنصري الذي يعكس حقدا وعداءا سافرا ضد شعبي الإقليمين وشعوب الهامش بصورة عامة. ان الضرب علي وتر الانقلاب والتحريض الاثني أصبح اسطوانة مشروخة ظل يرددها العرمانيون بصورة رتيبة ومملة وبايعاز من الثنائي ولكنها لن تنطلي علي جماهير وقواعد الحركة الشعبية الواعية خاصة وأن هذه البيانات ظلت تتكرر ممهورة باسماء وتوقيعات عناصر عرمانية معروفة للجميع من امثال عسكوري، علي عبدالطيف، الرشيد أنور، ادروب، لنا مهدي، نعمات ادم جماع……الخ. معلوم ان تحرك مجلسي التحرير في الإقليمين المسنود شعبيا وعسكريا لم يكن انقلابا كما يدعي الثنائي ويزعم انصارهما بل كان خطوة استباقية ضرورية لحسم العبث والمسخ الثوري العرماني وقطع الطريق علي مؤامرة اختطاف الثورة والانقلاب على رؤية ومشروع السودان الجديد والتصدي لمخطط تصفية الجيش الشعبي الذي يعتبر العمود الفقري لثورة الهامش. هذه المؤامرة لعب فيها عرمان دور المهندس ورأس الرمح وقد قام بالتدبير لها منذ فترة بعيدة بخطط وسياسات ماكرة بدأت بتدجين وتغييب الهياكل والمؤسسات التنظيمية مع العمل علي بناء تنظيم موازي داخل تنظيم الحركة الشعبية من خلال اليات ومؤسسات وواجهات وعناصر مندسة حيث ظل يعتمد عرمان على شخصيات ونخب لها امتدادات سياسية وفكرية خارج منظومة الحركة الشعبية ليست لها أية علاقة او مساهمة حقيقية في نضال الهامش وخاصة الكفاح المسلح، فمعظم هؤلاء جاءوا بعقلية انتهازية ووصائية لانهم يعتقدون انهم وحدهم وليس سواهم من يضفي وجودهم البعد القومي للحركة الشعبية، فالقومية عند العرمانييين تجسدها شخصية ابن الشمال النيلي لذلك يعتقدون ان الحركة الشعبية قد فقدت قوميتها باقالة عرمان من الأمانة العامة. يعتقد النخبة العرمانية ان دورهم الطبيعي في التنظيم هو التصدي لمهام التفكير والتخطيط والقيادة، اما الكفاح المسلح فهو واجب ابناء الهامش باعتبارهم المستهدفين الحقيقيين بالحرب العنصرية ولذلك تجدهم يتهربون من العمل العسكري الميداني في جبهات القتال وليس لديهم شهداء وجرحي ولاجئين لانهم ليسوا مستهدفين اصلا بهذه الحرب العنصرية المفروضة علي شعوب الهامش. هكذا ظلت هذه النخب تزدري وتستخف بقدرات ابناء الهامش وتنظر اليهم علي انهم مجرد بندقجية غير مؤهلين للعمل الفكري والتخطيط والقيادة. ولكم ان تتصوروا ان قائدا عسكريا بلغ رتبة الفريق وافني اكثر من ثلاثة عقود في قيادة الثورة ومع ذلك فشل حتي الآن في تجنيد ولو جماعة عسكرية واحدة من ابناء الشمال النيلي للمساهمة الرمزية في الكفاح المسلح مما يعني في تقديري انه غير مقتنعا بالكفاح المسلح اصلا فيصبح بالتالي غير مؤهل لقيادة هذا الجيش او تبوء منصب الأمين العام، ومع ذلك يعتقد العرمانيون ان هذا المنصب حكرا لهم ولمجموعته النخبوية ولذلك ظلوا يستغلون هذا الموقع للسيطرة علي مفاصل التنظيم وتسخير نضالات وتضحيات قواعد الحركة الشعبية والجيش الشعبي لصالح خدمة مشروع صفوي بدعم وتواطؤ فئة انتهازية ورجعية معلومة. لقد جاء بيان الثنائي مالك وعرمان غداة اعلان قيادة الجيش الشعبي الانحياز للشعب ممثلا في قرارات مجلس التحرير التصحيحية:(اننا سنجري اتصالات مع كل الرفاق الرافضين للانقلاب للبدء في مسيرة جديدة لاعادة بناء حركة وفق رؤية السودان الجديد لكل السودانيات والسودانيين الراغبين والراغبان وبمراجعة وتقييم نقدي شامل لكل تجربتنا بما في ذلك وسائلنا النضالية). واضح من الفقرة أعلاه المقتبسة من بيان عرمان الذي بصم ووقع عليه عقار كالمعتاد ان الثنائي قد عقدا العزم علي اعلان تنظيمهما آآلحقيقي الذي ظل ومنذ فترة طويلة قيد الترتيب السري وهذا الأمر ليس بخاف على أي متابع حصيف، فقد كنا نرصد ونراقب عن كثب كيف ان العرمانيين كانوا يعملون جاهدين لبناء تنظيم موازي داخل التنظيم تمهيدا لسرقة او بالأحرى اختطاف الثورة وتغيير وجهتها الفكرية واهدافها ووسائل نضالها تماماً كما جاء في بيان الثنائي الذي يعتبر مقدمة لإعلان عن تنظيم موجود مسبقا ولكنه كان يعمل سرا وعبر واجهات معلومة ويتضح ذلك من خلال خلال مسودة منفستو عرمان والواثق كمير (الحركة الشعبية للديمقراطية والمواطنة) ولكم ان تلاحظوا كيف كان ومايزال عرمان ورهطه يسعون لتغيير اسم التنظيم لتصفية برنامج التحرير الذي يعتبر المهمة الأساسية لتنظيمنا الثوري عسكرياً سياسيا. كما اسقطت مسودة منفستو عرمان الكفاح المسلح كوسيلة مقدمة في نضال الهامش مما يعني ان لعرمان رأى في الجيش الشعبي وبندقيته ولذلك ظل يتربص بالجيش الشعبي ويحيك ضده مؤامرات قذرة. كذلك من الماخذ علي مسودة منفستو عرمان اسقاط مصطلح التهميش كواحدة من ابرز وأهم ادبيات الحركة الشعبية لتحرير السودان وهذا دليل على انكار العرمانيين لوجود التهميش من الأساس مما يمثل هضما صريحا لحقوق الشعوب المهمشة في السودان. ومن الملاحظ أيضاً تبني مسودة منفستو عرمان مصطلحات وادبيات دخيلة علي علي الحركة الشعبية تم ترحيلها خلسة من تنظيم حشود (حركة الشباب الوطني الديموقراطي) وهي حركة شبابية حمراء ومن بين تلك المصطلحات والأدبيان (السلام والطعام والمواطنة بلاتمييز) وفي ذلك ايضا انقلاب واضح علي خطاب وأدبيات الحركة الشعبية واختزال وتقزيم للرؤية والبرنامج ومن هنا يتضح جليا ان مسودة منفستو عرمان كانت البداية الفعلية للانقلاب علي رؤية ومشروع السودان الجديد. ظللنا أيضاً نرصد ونراقب كل الوسائل والاليات والواجهات التي ظل يتغلغل بها العرمانيون داخل الحركة الشعبية بهدف اختراقها تمهيدا لاختطافها والاجهاز عليها ومن بين هذه الواجهات والاليات مايسمي بمجموعة الديمقراطية اولا، مبادرة منظمات المجتمع المدني، تنظيم قرفنا الذي دخل المناطق المحررة خلسة تحت واجهة شبكه عاين بالاضافة الي احزاب وتنظيمات يسارية اخري سعي العرمانيون لتشبيكنا معها عبر ورش عمل وبرامج فاشلة. ونعلم ان لعرمان شخصيات ونخب شمالية تمثل له مستودعا للتفكير والتخطيط الإستراتيجي يعملون معه في الظل حيث هناك شخصية مرموقة ناشطة في مجال منظمات المجتمع المدني والاعلام، وهي كذلك كاتب وصحفي مميز كان ينتمي الي احدي التنظيمات اليسارية المنشقة عن الحزب الشيوعي السوداني مقيم حاليا في كمبالا ويعتبر رجل الظل الاول في الفكر والتخطيط والإعلام. اما اعلاميا فيمتلك عرمان الة اعلامية تتمثل في عدد من الصحف الإلكترونية المعروفة والتي يمتلك فيها الرجل نسب مقدرة من الأسهم في تلك الصحف التي تقوم بالترويج لرؤاه وخططه وافكاره إعلاميا بينما ترفض هذه الصحف في المقابل نشر المقالات والمواضيع التي تعبر عن مواقف واراء ناقدة لعرمان.، هذا فضلا عن وجود جيش اسفيري مهمته التطبيل وتلميع وتسويق شخصية عرمان كزعيم اوحد لمشروع التغيير في السودان. وفي الجانب الآخر فقد استمرا عرمان بشخصيته الخلافية وعقليته التامرية استهداف اميز واقوي كوادر التنظيم بافتعال خلافات وصراعات معهم انتهت باقصائهم من التنظيم مثال الضباط المعاشيين (رمضان حسن نمر، ياسر جعفر السنهوري، احمد بلقا اتيم، الشهيد علي بندر السيس ، محمود) بالاضافة الي فصل الرفيق د. ابكر ادم اسماعيل تعسفيا واقصاء الرفيق عمار امون دلدوم من ملف التفاوض. يواصل عرمان مسلسل مؤامراته وانقلابه الفاشل علي رؤية ومشروع السودان الجديد واهدافه ووسائل نضاله من خلال مخططه لتصفية الجيش الشعبي والذي اكتشفت من خلال ورقة المبادئ والنقاط الخمس المتعلقة بدمج الجيش الشعبي هذه الورقة صيغت كموقف تفاوضي باملاء من عرمان شخصيا وقد تم ايداعها سرا لدي الوساطة كوثيقة مرجعية ملزمة بتوجيه من عرمان دون علم وتفويض من مؤسسات الحركة الشعبية. ومن المؤسف ان عرمان كان قد كذب للقائد عبدالعزيز الحلو وانكر ايداع تلك الوثيقة الخطيرة لدي الوساطة مما اضطر سكرتير الوفد المفاوض الرفيق د. احمد عبدالرحمن سعيد ان يكشف الحقيقة كتابة، فيما رفض الرئيس المقال مقترح نائبه انذاك عبدالعزيز الحلو بسحب الورقة من الإبداع لتنجلي مؤامرة من العيار الثقيل صار الرئيس اكبر متواطئ فيها وبذلك يكون الرئيس والأمين العام المقالين قد تجاوزا الخطوط الحمراء بخيانة التنظيم فكانت تلك المؤامرة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وفي خطوة مفاجئة عقب اقالة عرمان كامين عام كشف الإمام الصادق المهدي المستور عندما صرح بأن هناك اتفاق مكتوب تم توقيعه في اغسطس 2016 بموجبه التزم الثنائي بالتخلي عن اسقاط النظام بالقوة والتخلي عن مطلب حق تقرير المصير الامر الذي يفسر سر اصرار عرمان وزبانيته علي الإنفراد بملف التفاوض واختكار القرار فيما يتعلق بالاجندة والمواقف التفاوضية الي ان وقع المحظور بتجاوز عرمان للخطوط الحمراء باستفذاذه للثوار واحتقار ارادتهم وتجاهل المؤسسات التنظيمية ربما لأنه يعتقد انه فوق التنظيم. علي عقار ان يعي انه قد اهدر فرصة تاريخية نادرة لتدارك الأوضاع المتداعية عندما احترمه مجلس تحرير اقليم جبال النوبة/ج كردفان بسكوته عن تجاوزاته واخطاءه القاتلة بهدف منحه الفرصة لقيادة تصحيح مسار الثورة بنفسه لكنه بصلفه وديكتاتوريته وجهله بحقيقة ان الشعب هو القوة الحاسمة في التاريخ اختار مواجهة الشعب وكسر ارادته انتصارا لشريكه في المؤامرات ياسر سعيد عرمان الذي اعتبره عرمان خط احمر. اما عرمان، فهو الآخر فقد اعماه غروره وثقته الزائفة في نفسه من ادراك ان العبث والمسخ الثوري العرماني قد بلغ بالقواعد ومن خلفها الجيش الشعبي مبلغا لايحتمل.. لكن فيما يبدو انه قد فسر صمت وصبر القواعد علي انه رضي وخنوع، لكنه فات عليه انه الهدوء الذي يسبق العاصفة كما قال الشاعر الوطني الملهم عباس عالم: لعل صمت البراكين قبل انفجار الحمم هدوء ولكنه عاصفة. هدوء وفي صمته الكاظم من غيظه قنبلة ناسفة. هدوء يهندس في السر ذرات وثبته ومجرات ثورته وقوافل جحافله الجارفة. هكذا وقع الانفجار عندما اصر عرمان علي انه فوق المؤسسات وارادة الثوار المناضلين وكنتيجة حتمية لتمادي عرمان في صلفه وغروره كان الانفجار البركاني الذي زلزل عرش العرمانيين مرة واحدة والي الأبد انتصارا لإرادة شعب ثائر شاء من شاء وأبى من ابي! فقد سبق ان قلنا ان قرارات مجلس التحرير نهائية وملزمة الي حين انعقاد المؤتمر الاستثنائي وليس المؤتمر العام كما يحلو للبعض تسميته لانها قرارات ذات شرعية ثورية ومسنودة قاعديا من الشعب والجيش، ولانها جاءت في الأساس بهدف إفشال الانقلاب علي رؤية ومشروع السودان الجديد وقطع الطريق علي مخطط تصفية الجيش الشعبي واختطاف الانتهازيين والرجعيين للثورة. لقد كان من الخطأ الفادح ان يفترض الثنائي الغباء والخنوع في شعبي الاقليمين فيبدو انه قد فات عليهما ان المؤامرة كانت مكشوفة ومرصودة، فيما ظلت القواعد التي تمتعت بفضيلة الصبر والحكمة تري وتسمع ثم ترصد وتحلل وتراقب عن كثب حتي استفحل الأمر ليقول الشعب كلمته النهائية والحاسمة. لكن نسي الثنائي ان كلفة هذه المؤامرة الخطيرة ستكون باهظة الثمن رغم علمهما التام ان رصيدهما الجماهيري والعسكري لن يغطي قيمة الشيك السياسي المطلوب سداده، فكان من الطبيعي الا يصمدا طويلا امام الثورة التصحيحية والتاريخية التي هدفت الي تغيير كابينة القيادة وربان سفينة الثورة التي كادت ان ترتطم بجبل لولا القرارات التصحيحية التي اتت برجل المهام الصعبة كربان جديد لقيادة السفينة في الاتجاه الصحيح بعد ان وضعت هذه القرارات الثنائي في وزنهما الطبيعي. اخيرا اختم مقالي برسالة صادقة لرفاقنا من ابناء الشمال النيلي المؤمنين والملتزمين برؤية ومشروع السودان الجديد اننا نؤمن ونعتقد بشدة بأن الحركة الشعبية بعد القرارات التصحيحية ستعود اقوي واكثر وحدة وتماسكا فاذا كنتم حقا مع الرؤية والبرنامج وليس الاشخاص، فيتعين عليكم تفادي شخصنة واثننة القضايا التنظيمية فالحركة الشعبية ستظل مفتوحة لكل السودانيين وسنمد ايادينا لكافة المناطق والقوميات لنناضل جنبا الي جنب لإيجاد مخرج للازمة الوطنية المستفحلة ببرنامج تغيير حقيقي يرتكز علي رؤية ومشروع السودان الجديد الذي لم ولن تتخلي عنه الحركة الشعبية لاننا نؤمن انه لابديل لمشروع السودان الجديد الا مشروع السودان الجديد، وسلام ياوطن!!!

مقالات ذات صلة