تقارير

تقرير: رفع العقوبات يساعد قادة السودان … لكن ماذا عن بقية الشعب؟

واشنطن: صوت الهامش

نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالا للدكتور توم كاتينا، الطبيب الوحيد المقيم في منطقة جبال النوبة السودانية، أكد فيه أنه يترقب عن كثب قرار الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات عن حكومة السودان يوم الـ 12 من يوليو الجاري؛ نظرا لأن هذا القرار يؤثر عليه كطبيب وعلى نحو 750 ألفا من سكان جبال النوبة.

وقال كاتينا، “من وجهة نظري، من هنا في جبال النوبة، ليس ثمة تحسّنٌ في الأوضاع الإنسانية، وواقع الأمر أن الأوضاع في السودان لا تزال على نفس السوء الذي كانت عليه من قبل؛ وقد كان حصاد العام الماضي هزيلا للغاية بسبب ندرة الأمطار واشتعال الصراع في مناطق زراعية رئيسية، ولم تصل حبة غذاء واحدة ولا قُرْص دواء واحد من أية منظمة إنسانية كبرى كنا نعتاد وصول تلك المساعدات منها؛ إننا مضطرون لاستخدام أجهزة ومعدات طبية عفا عليها الزمن”. 


وأضاف كاتينا “الناس هنا جوعى وليس ثمة ما يكفي من الطعام لاستجلابه، ونحن ننتظر في العام المقبل معاناة شديدة جراء سوء التغذية وما يصحبها من آثار سلبية على الصحة”.
وقال كاتينا إن حكومة عمر البشير بدلا من أن تستخدم موارد السودان المحدودة في معالجة ما تعانيه البلاد من مشكلات وإحراز تقدم قد يساعد في رفع العقوبات عن كاهلها، إلا أن تلك الحكومة بدلا من ذلك تتعاقد مع شركة ضغط أمريكية شهيرة في واشنطن للدفاع عنها مقابل أجر مرتفع (40 ألف دولار شهريا).


وانتقد الدكتور كاتينا، وجهة النظر الداعية إلى رفع العقوبات عن السودان من منطلق أن تلك العقوبات تضر بالمواطن العادي وأن الوقت قد حان لاستخدام الجزرة (الترغيب) بدلا من العصا (الترهيب) وأن رفع العقوبات كفيل بإظهار حُسْن النية لنظام الرئيس البشير ومن ثمّ تشجيعه على المضيّ قُدما في اتخاذ سلوكيات جيدة – ووصف كاتينا وجهة النظر تلك بأنها مُضّللة؛ مؤكدا أن رفع العقوبات لن يتمخض إلا عن تشجيع نظام البشير على سلوكياته السيئة التي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية إلى منطقتنا في جبال النوبة، وسيتمخض أيضا عن تشجيع الحكومة التي استهدفت مدنيين في جبال النوبة بقصف جوي ومدفعي عشوائي على مدار السنوات الست الماضية.

وأكد الدكتور كاتينا: “على الرغم من أننا نرحب بالتحسن في الوضع الاقتصادي في الشمال، إلا أن هذه الأموال التي ستنسكب جراء رفع العقوبات من المستبعد أن تُستخدم في تحسين أحوال الإنسان العادي في السودان، وإنما أغلب الظن أن تمويلات إضافية سيتم تمريرها للجيش بما ينذر بتفاقم الصراع هنا (في جبال النوبة) وفي إقليم دارفور”.

واختتم الطبيب الأمريكي قائلا “أنا أعلم أن تلك هي مجموعة متشابكة من القضايا بالنسبة لصناع السياسة الأمريكية، لكنني أتقدم بهذه المناشدة نيابة عن الرجال والنساء والأطفال الذين أعالجهم كل يوم: (من فضلكم مددّوا فترة العقوبات لمحاسبة النظام في الخرطوم؛ لا تدعوا هذا النظام يخرج من قبضة المساءلة؛ نريد جهدا حقيقيا للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإحراز تقدم حقيقي على صعيد حل المشكلات الداخلية التي أبقتْ السودان رهين حرب أهلية لعقود)”.

مقالات ذات صلة