مقالات وآراء

بوعزيزي في السوق العربي أين الشعب…؟

أنطلقت شرارة الربيع العربي من تونس عندما احرق بوعزيزي نفسه ، انتفض الشعب التونسي واسقط الدكتاتور زين الهاربيين ، ثم انتفض الشعب الليبي واسقط الدكتاتور معمر القذافي ، ثم انتفض الشعب المصري واسقط الدكتاتور مبارك ثم انتفض الشعب اليمني واسقط الدكتاتور علي صالح ، كل هذه الانتفاضات سببها بوعزيزي ، لماذا لا ينتفض الشعب السودانى لإسقاط الدكتاتور البشير عندما احرق ابوعزيزي السوداني نفسه في وسط الخرطوم؟ هذا السؤال يلح علي صباح ومساء هل الشعب السودانى من طينة ثانية مختلفة عن كل البشر ؟ هل قدرة تحمل الشعب السودانى غير عادية وتفوق قدرة تحمل كل شعوب هذه الأرض ؟ هل يشعر الشعب السودانى بالرضا عن كل ما يواجهه من تحديات وصعوبات في حياته اليومية ؟ هل الشعب السودانى يتمتع بالحرية التي نراها في مختلف دول العالم ؟ هل الضرائب المبتكرة على الشعب تدفعها الحكومة بدلا من الشعب ؟ والسؤال الصعب والذي يحيرني هو : هل هناك شعب موجود من الأساس في السودان؟
الشعب كما نعلم دائما هو العنصر الأساسي في مكونات أي دولة في هذا العالم فلا وجود لدولة بدون وجود شعب ولا وجود لشعب بدون وجود دولة له ، ولكن الواقع الذي ألمسه في وطني أن الدولة موجودة ولكن لا وجود لشعب فيها وهذا استثناء عالمي لا يوجد له مثيل بين كل دول العالم المحيط بنا !!
أيضا الشعب في أي دولة هو أول من يعترض على الظلم والاستبداد وقمع الحريات والغلاء الفاحش للأسعار والضرائب التي ما أنزل الله بها من سلطان ، لأنه هو أول من يكتوي بنار هذه القضايا المهمة ، ولكن للأسف لا وجود لمعترض أو حتى منتقد لهذه القضايا ، وهذا يعني إحدى حالتين : الأولى أن هذا الشعب يعيش الحرية بكل معناها ولا وجود للظلم والاستبداد وأنه في بحبوحة من العيش ولا ينقصه شيء ، وهذا المستحيل بعينه ، وأما الحالة الثانية فهي أنه لا يوجد شعب في هذه الدولة ليعترض وينتقد الظلم وقمع الحرية والغلاء والضرائب !!
أيضا من صفات الشعوب أنها لا تصفق لمن يظلمها ويسلبها حقوقها ويبيع مقدرات وطنها ، ولكن للأسف فالواقع في وطني مغاير لكل النواميس على هذه الأرض ، حيث نجد هناك من يصفقون للظالم ويشدون على يده ، وهم باعتقادهم أنهم بذلك يعبرون عن وطنيتهم وتفانيهم في حب وطنهم
أدرك أن البعض بل الكثير من أصحاب النخوة والكرم والشهامة والصبر سيخونهم صبرهم هذه المرة وسيهاجمونني على هذا الكلام ، لكني أقول لهم إقرأوا كلامي بشيء من التمعن ثم بعدها لينفذ صبركم ولتقولوا ما شئتم عني فأنا لم ولن ينفذ صبري عليكم ، وسأظل أردد في انتقادي لكم .

الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock