افريقيا اليوم

القوات الاوغندية تتخلى عن مطاردة جوزف كوني في افريقيا الوسطى

في منطقة نائية في شرق جمهورية افريقيا الوسطى، يمر جنود من هذا البلد في استعراض عسكري بمناسبة انتهاء مطاردة زعيم حركة التمرد الاوغندية “جيش للرب للمقاومة” جوزف كوني من قبل القوات الاوغندية.

شكلت مدينة اوبو الصغيرة التي تحيط بها غابات لا يمكن دخولها على الحدود الجنوبية الشرقية لأفريقيا الوسطى حتى هذا الاسبوع مركزا للعملية التي تولتها القوات الاوغندية للعثور على زعيم “جيش الرب للمقاومة” التي تعد بين اكثر حركات التمرد وحشية في العالم.

وجرت مراسم عسكرية في اوبو احتفالا بانتهاء سنوات من عملية المطاردة غير المثمرة التي قامت بها اوغندا.وحركة التمرد التي انطلقت العام 1988 بهدف اسقاط الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني ليحل محله نظامه يستند الى الوصايا العشر، بنت لنفسها سمعة مخيفة بعمليات خطف اطفال وبتر اطراف مدنيين على نطاق واسع.

وتقول الامم المتحدة ان حركة التمرد قتلت اكثر من مئة الف شخص وخطفت اكثر من ستين الف طفل في اوغندا وجنوب السودان وشمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى.

ولم تعد الحركة التي اجبرت على الخروج من الاراضي الاوغندية عام 2006، تضم اكثر من مئة عنصر مقابل آلاف قبل عشر سنوات، كما تقول القيادة الاميركية في افريقيا (افريكوم). ووجهت المحكمة الجنائية الدولية منذ 2005 اتهامات بجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب الى كوني. لكنه ما زال طليقا بينما بدأت اوغندا في 19 نيسان ابريل سحب قواتها من شرق افريقيا الوسطى.

وبدأ نحو مئة عسكري من القوات الخاصة الاميركية المنتشرين ايضا لمطاردة كوني في هذه المنطقة منذ 2011 – قبل ارسال 150 رجلا من سلاح الجو في 2014 – انسحابهم في نهاية ابريل ايضا.

وذكرت القيادة الاميركية لافريقيا ان عملية المطاردة كلفت 780 مليون دولار منذ العام 2011.مع ذلك، عبرت السلطات الاوغندية في احتفال الخميس في اوبو عن ارتياحها.

وقال الناطق باسم الجيش الاوغندي ريتشارد كاشيمير ان العثور على كوني لم يكن يوما مهمتنا. ضاف ان مهمتنا محددة جدا: تحييد جيش الرب للمقاومة الذي لم يعد تشكل تهديدا لأوغندا .

واصبحت مهمة البحث عن كوني موكلة الى جيش افريقيا الوسطى الذي يعاني من نقص في التجهيزات وغير المستعد للعمليات.في الواقع، تشهد افريقيا الوسطى اعمال عنف منذ 2013 مع اسقاط الرئيس فرنسوا بوزيزيه من قبل متمردي حركة سيليكا المسلمين باغلبيتهم، ما ادى الى رد من ميليشيا “انتي-بالاكا” التي يشكل المسيحيون غالبيتها.

وسمح تدخل فرنسا حتى تشرين الأول اكتوبر 2016 وبعثة الامم المتحدة في افريقيا الوسطى بعودة الهدوء الى العاصمة بانغي لكن ليس في داخل البلاد. ولم تتوقف اعمال العنف في وسط الشرق.

وحاول اللفتنانت هوبرت زينجا الناطق باسم قوات افريقيا الوسطى في اوبو تاكيد تصميمه قائلا لوكالة فرانس برس “نحن مستعدون لذلك، بما نملكه. لدينا القدرة على مكافحة المتمردين».
المصدر : أ ف ب

مقالات ذات صلة