شخصيات أفريقيةمنوعات

الفنان تاور عثمان جمعة (قريّبك)… أسطورة الإنشودة الثورية

بروفايل

الفنان تاور عثمان جمعة (قريّبك)… أسطورة الإنشودة الثورية
( يا رفاقنا… يا أهلنا… يا شبابنا… النضال داير الصبر)، بهذه الكلمات الثورية المعبرة نجح الرفيق الشهيد الفنان الثوري الرائد تاور عثمان جمعة في تشجيع المواطنين علي الصمود والثبات وتحريض المقاتلين علي مواصلة الكفاح المسلح رغم كل الظروف والأحن، ويعتبر تاور عثمان مدرسة فنية متفردة، من حيث الاداء والموسيقى وإختيار الكلمات،وتاور مثله، وكل الفنانين الثوار عبارة عن حلقات فنية متكاملة، فهو الذي يكتب الكلمات ويلحنها ثم يقوم بأدائها.

كاودا: وليد علي

kudilauku@gmail.com

لدي تاور عثمان سجل حافل بالاغنيات والمورالات الثورية، يدندن بها الرفاق عندما تحاصرهم الظروف القاسية، واشهر أغنياته الثورية (يوسف كوه جاب الثورة في جبال النوبة) و(الوطن في أنتظارك) و(النضال داير الصبر)، والأخيرة وجدت رواج وإنتشار وصدى واسع في الوسط النضالي، ويكاد يكون كل أو معظم المقاتلين يحفظون هذه الإنشودة الثورية.
وتقول السيرة الذاتية للفنان الراحل تاور عثمان جمعة إربا حسب إفادات الرفيق عمار أمون دلدوم، أنه من مواليد العام 1972م، مركز والى مقاطعة الدلنج، درس المرحلة الإبتدائية بمنطقة دبّي مقاطعة هيبان، حيث أن والده كان يعمل بالتجارة، أنضم تاور للجيش الشعبي لتحرير السودان وكان عمره (18) عام دفعة “كوش” متزوج تاور من (ثلاث زوجات) الأولي الرفيقة التومة تيه من قبيلة تلشّي، والثانية عوضية تاور من قبيلة والى، والثالثة إخلاص عبيد من قبيلة جُلد، ويقول الصحفي أنس كوكو أن الفنان تاور عثمان عبر بصدق عن ضرورة الوحدة والتماسك الأجتماعي بين مكونات الأقليم بإختياره لزوجاته الثلاثة من قبائل مختلفة.
لدي الراحل عدد من الأبناء في مراحل دارسية مختلف .
ويقول مدير عام شرطة الأقليم العميد شرطة هابيل كتن إريا أن الراحل تاور عثمان مثال للاخلاق وحب الوطن والثورة، ويضيف” تاور تربّي في (دبّي) وكان أفضل الاطفال في المنطقة ومحبوب لدي الجميع، وبعد وفاة والده تولي تاور مسئولية كل الأسرة ونجح في تربية أخوانه وتعليمهم، وبعد تخريجه من الميدان تم توزيعه في وحدة التوجيه السياسي (P M O) كتيبة (تقلي).
وعُرف تاور بحب الخير ومساعدة المحتاجين، والألتزام الثوري والإنضباط العسكري، وبجانب موهبته الفنية، يعتبر تاور من أعمدة الاقتصاد في جبال النوبة وله أفكار تجارية كبيرة، ونجح تاور في تأسيس (تعاون) للكتيبة الثالثة بمنطقة (الجاو) قبل إندلاع الحرب، ويدير تاور قبل رحيله اعمال تجارية متنوعة إستطاع من خلالها دعم ومساعدة الرفاق والمؤسسات.
وشغل تاور عثمان عدة وظائف في الجيش والإدارة المدنية، كانت أخر مهمة له هي رئاسة اتحاد المهن الموسيقية بالمناطق المحررة إقليم جبال النوبة، كما تولى تاور قيادة سلاح الموسيقى العسكرية برئاسة هيئة الأركان.
وظل تاور ملكاً للساحة الفنية حتي ساعة رحيله في التاسعة صباحاً الأول من سبمتبر 2016م، حيث دفن بجوار قائده ورفيقه الشهيد يوسف كوة مكي بمرتفعات (لويري).
وسارعت قيادة الحركة الشعبية عقب رحيل تاور بتقديم تعازيها الحارة عبر بيان أصدره الرفيق مبارك أردول المتحدث باسم ملف السلام، وقال البيان، أن الرفيق تاور عثمان مثالا للإنضباط والتفاني، ولم تعرف عنه القيادة سوى البطولة والشهامة والصبر والجلد، وأمتدحه البيان بالقول” أنه أحد أبطال محور شرق كادوقلي، وقد قدم تضحيات جبارة مع رفاقه في كل الجبهات دفاعا عن المدنيين العزل وعن مشروع السودان الجديد.
وأكد الناطق الرسمّي باسم أقليم جبال النوبة جاتيقو أموجا دلمان أن تاور عثمان لديه مسيرة نضالية حافلة بالصمود والفن والعطاء، وأن توافد مئات الرفاق من كل الوحدات العسكرية والمدنية لحضور مراسيم تشييعه يؤكد مكانته العظيمة بين رفاقه، وقال دلمان أن كلمات تاور عثمان الثورية المقاتلة التي تنادي بالحرية والعدالة والمساواة ساهمت في إنضمام الآلاف من الشباب إلي صفوف الجيش الشعبي لتحرير السودان، وأضاف دلمان” كان تاور شخص مرح وكريم وحسن الأخلاق ومحبوب وسط الجيش والمواطنين، وله شعبية كبيرة في مجال الفن، وبرحيله فقدت الحركة الشعبية لتحرير السودان بصورة عامة، وإقليم جبال النوبة – جنوب كردفان بصورة خاصة واحد من أبرز الرموز الفنية والغنائية في مجال الأنشودة الثورية
ترجل فارس الألحان وإمبراطور الموسيقى والأغنية الثورية عن صهوة جواده ليغادر دنيانا الفانية عند الساعة التاسعة من صباح الخميس الموافق 2 أغسطس 2016، الرفيق الشهيد المناضل الثوري الرائد/ تاور عثمان ذلك الفنان الإنسان الرائع إبن جبال النوبة وأبن السودان البار الذي عرفته الأحراش والأدغال محارباً شرشاً ومناضلاَ جسوراَ و مغامراَ خاض كل أنواع التجارب في مسيرة الكفاح الطويل في كل ساحات الوغى، جال وصال في دروب النضال مع رفاقه في الحركة الشعبية و الجيش الشعبي لتحرير السودان.
التحيه لروحه ولأرواح الشهداء الذين دفعوا ارواحهم ثمناً وقرباناَ وفداءاَ ووفاءاً لهذه الأرض الغالية من أجل أن يتحقق السلام العادل والشامل في ربوع السودان العظيم، فالثورة ماضية في طريقها رغم كيد الأعداء وتخاذل الجبناء فحتماَ سيتحقق النصر ما دام هناك رفاق شرفاء مازالوا علي العهد والوعد مخلصين قابضين علي الزناد في الخطوط الأمامية مكتوين بجمر القضية، ثورة ثورة حتى النصر.

مقالات ذات صلة