مقالات وآراء

الضوء المظلم؛ الدين مقصلة الحرية ومنبع الإرهاب الفكري..

إبراهيم إسماعيل إبراهيم شرف الدين

اذا نظرنا إلى المحصلة ونتائح سياسة الجلابي العنصرية في السودان يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده، لمصلحة من يتم إقحام الدين لتصفية الحسابات السياسية مع الخصوم بمصادرة حرية المواطنين وحقهم في التعبير والاعتقاد، ومن ثم ارهاب المعارضين لسياسة حزب الجبهة العربية الإسلامية؟؟

الحركة الإسلامية السلفية في السودان بعيدة كل البعد عن الدين الذي تستغله فقط لأغراض سياسية للتخلص من الخصوم وترويع المعارضين ويتجلى ذلك في تخليها عن مبادئها ومشروعها الحضاري بجنوب السودان فضلا عن فشلها الذريع في تطبيق الشريعة الإسلامية حتى بشمال السودان الذي تحكم الحركة فيه قبضتها المطلق، ولذلك لا يوجد ما يبرر للحيلولة دون العمل بقوانين الشريعة الإسلامية في الشمال ولكن يستخدم النظام الدين عند اللزوم لطمس الحقيقة التي تتعارض مع مصالحها السياسية والاقتصادية.

وتتجلى العبودية في أبهى صورها حينما يهجر الشعب ثقافته ويعتنق ثقافة أخرى وابتلعت الثقافة العربية الإسلامية معظم الشعوب السودانية التي تتقمص الهوية العربية وتدافع عنها باستماتة، وضحى حزب الحركة الترابية بنصف مساحة البلاد من أجل إعلان السودان دولة عربية ولكن مازال الأفارقة يمثلون الأغلبية الديمغرافية المطلقة في الشمال حتى بعد فصل الجنوب واستقدام المستوطنين العرب.

ومنذ عقود تتعرض الشعوب السودانية لعملية غسل دماغ عبر اجهزة الحركة الإسلامية السلفية الآيدلوجية وأصبحت الخلاوى والمدارس بما فيها الجامعات والمعاهد العليا مراكز لإعادة إنتاج الملتحقين بها في الثقافة العربية الإسلامية المعادية للافارقة والهوية الوطنية.

وأصبحت إفريقيا ساحة معركة لتصفية الحسابات والصراع على الموارد بين العرب والغرب، وتتمتع فرنسا بنفوذ شاسع في اقليم غرب ووسط افريقيا الذي يعتمد الفرنسية لغة رسمية حيث يتحدث بها الأغلبية المطلقة لسكان دول الإقليم الموحد ثقافيا اقتصاديا وسياسيا فما زالت فرنسا تصدر العملة وتتحكم في القرار ورسم السياسة في الدول الفرانكفونية.

ويحتل العرب شمال إفريقيا منذ قرون فيما يمارسون التمييز العنصري على السود الذين يرزحون تحت وطأة العبودية لاسيما في موريتانيا والسودان الذي وصلت الكراهية بالنظام الحاكم فيه الحد الذي دفع به، ابادة وتهجير السكان الأصليين ومازال العرب يطمحون للتوغل في العمق الإفريقي وضم مزيد من الاراضي للمستوطنات العربية في افريقيا وخير دليل مايجري في افريقيا الوسطى وتشاد التي تقدمت بطلب للالتحاق بجامعة الدول العربية.

ويستغل الغزو الإسلامي العربي جهل الأفارقة بمصالحهم الذي يتبلور في الكراهية المبطنة بين المسيحين والمسلمين، لضرب النسيج الاجتماعي وإجهاض أية جهود من شأنها ان توحد الافارقة على اتخاذ خطوات جادة لدحر الزحف العربي المتخفي تحت عباءة الجمعيات والبعثات الإسلامية العربية الخيرية التي تستقطب الشباب الذين يعانون البطالة والجوع الناجم من الفقر المدقع وسياسات الأنظمة الاستبدادية الفاسدة للقتال في المنظمات الإرهابية وزعزة الاستقرار والتعايش السلمي بالمنطقة.

مقالات ذات صلة