مقالات وآراء

الشكلة بين الافارقة الاصليين والسودانيين المستعربين

لقد عليت موجة العنصرية بشكل مخيف في الجمتع السوداني ولا غرابة في ذلك لأن من يديرها هو نظام حكم دولة بيد حزب المؤتمر الوطني العصابة التي جعلت السودان كله يغلي في قدر من نار العنصرية البغيضة التي تقتل الشعب وتشرد وتجوعه وتهلك ودمرت كل شيء .
العنصرية اصبحت عند بعض الحريم شعر فروسية ( أم سارة ) التي اسأءت لشعب جبال النوبة في قصيدة عنصرية عميقة طرشت منها كل الحقد الدفين والكراهية واظهرت مدي تأصل العنصرية لدي بعض المستعربين ضد النوبة ثم ظهر علنيا تسجيل لبعض المتسوقين في السياسة شهرة وتفاخر ( جعفر إبراهيم ) يشتم سكان القطاطي كلهم على خلفية خصومة بينه وبين شخص أخر بانهم لا يعرفون السياسة ويشتم باقذر ما اوتية من سوقية ولئم وكذلك ظهر علينا المدعو ( محمد وقيع الله ) فتح شهية التنطع في الكلام نطق كذب بحق النوبة بأنهم كانوا هم الذين بيبيعون اخوانهم كعبدين ولا ندري من اين استقي هذه المعلومة الخاطئة او انه الفها لغرض لتشويه صورة شعب النوبة اجمالا لحاجة في نفس يعقوب ونحن لا نريد النخوض في هذا كثيرا لأننا نعلم جيدا لم يقم النوبة ببيع اخوانهم كعبيد كما ورد في مقاله وكل هلاء لقد تشابه عليهم البقر وخلطوا ما بين العنصرية والعبودية .
العبودية والعنصرية لهما طريقان مختلفان كل واحد منهما له خصائصه وشروطه التي توجب التوصف به معنىً ومضمون علينا أن نعرف ماهي العنصرية ؟ على حسب فهمنا البسيط هي أن العنصرية تأخذ اشكالا عدة عرقية أجتماعية اثنية طبقية لونية جنسية إلى أخره ( هي تمييز عنصر عن عنصر اخر لأسباب اعتقادية من جانب واحد بأن يعتقد فيه الطرف الذي يمارس العنصرية أنه متميز عن الطرف الاخر بالنظر إلى الاسباب والدوافع المذكورة اعلاه ) فالعنصرية منهج فكري وثقافة متأصلة في بعض العناصر البشرية وخصوصا العنصر العربي فالعنصرية عند العرب موروث ثقافي اصيل متواجد في كتبهم التاريخية وقصصهم التراثية واشعارهم واستمر ذلك مخزونا في خيالهم وإلى يومنا هذه لم يتخلى العنصر العربي عن ممارسة العنصرية كمنهج ضد السود في البلاد العربية كلها بلا استثناء وهي تمارسه كحاجز صد للعناصر الاخري، حتى يشعر العربي بانه ارقي او اعلى درجة عن غيره في شكله ولونه دون ان يكترث لمخاطر العنصرية وما تجلبه من سلبيات اخلاقية غير ادمية تجعل الاخرين أيضا في حالة نفور من العرب دائما وعدم تقبلهم لأن لكل فعل ردة فعل ؟
من خصائص العنصرية في فهم العرب تطبق من الاقوى علي الضعيف ومن الأغني على الفقير يعني لو كان النوبة اغنية واصحاب شركات وعمارات ومصانع وثروة ما كان ليطبق عليهم العنصرية حتى نشهدها على مستوى الدولة التي يعيشوا فيها وعلى يد حكامها وكما أن الفقر في فهم العرب دونية ومذلة لذلك يتعاون العرب فيما بينهم ليصبحوا اغنياء فهم يقدسون المال والثروة .
ايضا من خصائص العنصرية التنافر والاحتقار وهي صفة غير حميدة متلازمة لكل الكائنات الحية في الكون من ضمنها الإنسان الذي يمارسها بدرجات متفاوتة وكل حسب ظروفه وموقعه ومدي حساسية مشاعره تجاه الاخرين وتكوينه المادي والعلمي والبيئة المحيطة به والعنصرية في السودان وجدت لأن المجتمعات الشمالية وأبناء الوسط من المستعربين تنكر انتمائهم إلى اخوالهم الافارقة من النوبة وغيرهم ونقول مستعربين لأنهم شهدوا على انفسهم بذلك في كتبهم التاريخية التي خطوها بأيديهم وشهدوا فيها بانهم دخلوا السودان بدون نساء وتزوجوا من السودانيات الافارقة أو النوباويات واصبح هذا النسل من الهجين الإفريقي المعرب ( المستعربين ) وعلى رأسهم الشوايقة والجعليين وعرب الدناقلة وعرب زيد اوعبيد وكل هذه التسميات نوع من التنكر والهروب من الالتصاق بالعنصر الإفريقي السوداني فيما أن العنصر الافريقي هو اصل تكوين المجتمعات السودانية الحديثة لأننا لم نجد قاعدة تاريخية لمنشأ الشوايقة او الجلعيين في غير السودان الذي انتسبوا إلىه بتسميات شيوخهم ووجهاء عشائرهم هذا التاريخ لم يكتبه الافارقة او النوبة في جبال النوبة لأن النوبة تعلموا الكتابة العربية حديثا وعلى يد هولاء المستعربين انفسهم ولم يكتب النوبة تاريخا عن السودان حتى الأن.
وواحدة من اهم اسباب العنصرية في السودان احساس المستعربين بانهم ارقى من غيرهم ثقافيا وعرقيا لدرجة سعى بعضهم إلى تغيير هوية السودان وجعلها عربية لأنهم اعتيروا انفسهم اتملكوا البلد وانتفى وجود الاخرين أو تمت عملية طمس الهوية الافريقية ومن بقى من الافارقة اصبح تبع لهم ثقافيا إذا ان اللغة الغربية هي اللغة السائدة ويعتبرها المستعربين انها ثقافتهم ويظنوا أنهم استطاعوا بها ان يطمسوا الثقافات الاخرى ولكن حسب فهمنا المتواضع أن اللغة قد تكون اداة تواصل بين الشعوب ولكنها لا تصبح ثقافة قادرة على هضم الثقافات الاخرى بل تبقى لغة تخاطب بين الشعوب وتبقى الثقافات الاصلية مكانها شامخة وقد يجوز للشعوب ان تستفيد من اللغة اي كان مصدرها للتعبير عن ثقافاتها إذا لم تحدث بها خلل بهدف ايصال الرسالة المطلوبة إلى الجهة المعنية ، كذلك يتوهم المستعربين في السودان بانهم تسيدوا الثقافة فيما ان الثقافة السودانية اصلها التنوع وستبقى كذلك إلى الابد فأن أغاني الكمبلا والكرنك وغيرها من اغاني التراث النوبي يدخلها بعض من كلمات عربية ولكن لم تتغير طريقة الاداء والرقصة واسماء النوبة اكثر عروبا من اسماء العرب ولم يتغير جلدهم من اسود إلى قمحي والمستعربين انفسم يأكلون العصيدة والويكة والكمبوا والكول إذن الثقافة ليست لغة مدغمسة كما يتوهم البعض أنما الثقافة ارث وحضارة متطورة .
نواهي العنصرية كثيرة منها الاعلان الصادر من منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو ) بتاريخ 1978م يقول في حيثياته ( ينتمي البشر جميعا إلى نوع واحد وينحدرون من عنصر مشترك واحد ) هذا الاعلان ينهي وجود الاختلاف بين التكوين البشري من حيث المصدر وهي مبادي المساواة التي سبقهم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث حيث قال (( أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ، كلكم لآدم وآدم من تراب أن أكرمكم عند الله أتقاكم ، ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى ، ألا هل بغلت ؟؟ اللهم فاشهد )) هذا الحديث الشهير الناهي عن العنصرية أشار بوضوح إلى المساواة بين الناس وهناك ايه قرانية كاملة يقول سبحانه وتعالى (( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعناكم شعوبا وقبائل لتعافوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )) وهناك الكثير من الاحاديث النبوية والايات القرانية التي تنهي عن العنصرية والتمييز البغيض بين البشر بل هناك كل الكتب السماوية تنكر التمييز والعنصرية بين البشر على سبيل المثال : راي الكتاب المقدس / خلق الله آدم وحواء وقال لهما : (( أثمرا واكثرا واملأا الأرض وأخضعها )) ( تكوين 28:1 ) وهكذا تحدر البشر جميعا من هذين الزوجين البشريين الأولين . ولاحقا،‏ عندما محا الطوفان معظم سكان الارض،‏ نجا ثمانية اشخاص:‏ نوح وزوجته بالاضافة الى ابنائهما الثلاثة وزوجاتهم.‏ ويعلِّم الكتاب المقدس اننا تحدَّرنا جميعا من ابناء نوح.‏
تكوين ٩:‏١٨،‏ ١

رأي اخر من الكتاب المقدس :
تقول الاعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏:‏ «الله ليس محابيا،‏ بل في كل امة،‏ مَن يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده».‏ لهذا السبب،‏ لا يحقّ لأي كان ان يعتبر مجموعة عرقية اعلى شأنا من اخرى. والأمثلة كثيرة عن محاربة العنصرية ولكن العنصرية لم تجد لها مكانا مرموقا في اي مكان في لعالم إلا في السودان حتى اصبحت مرضا يحتاج منا كمجتمع سوداني إذا كنا نطمح في بناء دولة مواطنة نتعايش فيها كلنا في العنصرية لابد تحارب ويتم استئصالها إذا اعتقدنا أن النعصرية مصدرها الجاهلية فان العنصري في السودان تمارس من قبل ارقى الدرجات العلمية وصفوة المجتمع ويصرحون بها فخرا لهم وهي الكارثة والحالة المرضية التي يحملها العنصر العربي اجمالا في عقليته بانه ارقي مجتمع وانقي عرقا وهذا ما يرجعنا إلى ما قلناه في مقالتنا السابقة نحتاج إضافة كتب كاملة لمحاربة العنصرية في المنهج التعليمي في جميع المراحل حتى يتعافى المتجمع المريض من افة العنصرية وإذا أراد السودانيون أن يكون لهم وطن يحترمه الاخرين يجب ان يوضع نظام قومي للحد من العنصرية بكافة اشكالها ويجرم اي شخص يمارس العنصرية مهما كان شأنه.
نواصل
محمود جودات

مقالات ذات صلة