مقالات وآراء

الرئيس البشير ودفن الرؤوس في الرمال ..

مايكل ريال كرستوفر
ان الرئيس السوداني المشير عمر البشير لا يمكن باى حال من الاحوال يكون كحال كل الرؤساء العاديين، إلا انه لا يمر شهر او شهرين من دون ان يمد لسانه ويسب حكومة جنوب السودان او يتهمها بتقديم الدعم اللوجستي للحركات الثورية التى تنشط فى المناطق المحررة مما اصبحت سمة الخروج عن الطور هى واحدة من السمات والصفات التى تميز البشير وكذلك عدد من قيادات حزبه التى ربما اصيبت بعلل جمه فى طريقة التفكير وادارة الدولة ويمكن ان نقول بان تلك الحالة المستعصية هى اقرب الى فوبيا تعليق الفشل (الفوبيا جنوب سودان) ولم استغرب من ان يتهم البشير جنوب السودان بايواء المتمردين ولن اندهش لانه قيل قديما من نسى عادتو قلت سعادتو .. ولا يعقل بان تندثر عادة السب والشتائم التى اصبحت متلازمة من متلازمات فشل حفنة نظام المؤتمر الوطنى المتأسلم الذى يحكم السودان بتخبطات واساليب دكتاتورية بحتة وما يردده من اتهامات ليست سوى هروب من مواجهة جملة المشكلات التى تحاصر النظام واعتدنا ان نري البشير ونظامه وهم يمارسون سياسية دس الرؤوس الكبيرة فى الرمال معتقدين خطأ بان اطلاق الاتهامات هنا وهناك قد يخفف حجم ازماتهم التى افتعلوها بأياديهم وهنا ينطبق على الرئيس البشير وحاشيته المثل السوداني الشهير (التسوي تلقا).
من منا لا يعلم بان ثلة نظام المؤتمر الوطنى الاسلاموي تعمل بسعي حثيث من أجل التهجير القصري لسكان بعض القرى فى مناطق غرب وجنوب دارفور وتعمل على توطين المتطرفين القادمين من عدة مناطق، سنتطرق لها لاحقآ والكل يعي بأن البشير هو الذي يشرف شخصيا على دعم المليشيات لزعزعة الأمن والإستقرار في جنوب السودان وهنالك معلومات مؤكدة ووثائق تثبت أن عمر البشير يشرف على تقديم الدعم المالي والعسكري لمليشيات جونسون أولنج المتواجدة فى جزء صغير من مناطق أعالي النيل ويتم تسليحها من قبل نظام الخرطوم. ووجود مليشيات اقانق عبد الباقي بضواحي الخرطوم لا تحتاج لمكتشف او عنصر من المخابرات ليكتب عنهم تقرير استخبارتي وقبل ذلك كله يعلم الصغير قبل الكبير بان حكومة المؤتمر الوطنى هى الراعي الرسمي لتمرد مشار ولا يعقل بان كل تلك السلوك والتصرفات السابقة والحالية يفترض سعادته بانها محيت من ذاكرة شعب جنوب السودان .. فمن هو المتهم بايواء التمردات والمليشيات؟
فى اعتقادى بان هيجان الخرطوم ليس سوي أنها واحدة من إلمساعي للتغطية عن تورطها في الأزمة الليبية إلي أخمس قدميها ولم تستطع أن تصمد أمام الحقائق التي بدأت تتكشف حول هذا الدور الذي يوصف في ليبيا بـ”المشبوه”، حيث تتالت التقارير تباعا لتؤكد اصطفاف الخرطوم إلى جانب الميليشيات التكفيرية التي تقاتل الجيش الليبي، مما اصبحت تثير هذه التحركات المزدوجة للخرطوم حيال الأزمة الليبية حفيظة عدد كبير من القوى الدولية الفاعلة بعد ان إتضح البون الشاسع بين التصريحات السياسية، التي تؤكد في جانب منها على الحيادية بين مختلف الفرقاء وبين التحركات على الأرض ..
اجزم بان تصريحات البشير لا يمكن أن تخرج من واحدة من الاحتمالات التالية:
اما ان الخناق الداخلي اشتد على النظام وتفاقمت ازماته ومشكلاته ويلجاء للهروب منها بعد العجز الواضح فى مواجهة الكواليرا المتفشية التى ضربت مختلف ولايات السودان وصاحب لها الاهمال والعجز الكامل لمجابهته.
طفح أيضا في المشهد قضية مدير مكاتبه الفريق طه ومدي إرتباطه وآخرين بملف الفساد والتخابر والعمالة لبعض دول مجلس التعاون الخليجي مما وضع الرئيس البشير في حرج كبير يكاد يفقده صوابه. لذلك نقول للرئيس البشير وكل قادة المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن يبحثوا عن حلولا جادة لمشاكلهم بعيد عن شماعة جنوب السودان.
يوم باكر احلى

مقالات ذات صلة