مقالات وآراء

الحركة الشعبية – شمال وتسونامي التغيير ..!!

مايكل ريال كرستوفر
يبدو للمراقب والمتتبع لمجريات الأحداث في السودان مع تصاعد العنف بواسطة مليشيات نظام المؤتمر الوطنى ضد الابرياء فى اقليمي النيل الازرق وجبال النوبة خرجت لنا بيانات وقرارات من طرف القيادة المكلفة بادارة شئون الحركة الشعبية شمال وكانت فحوى هذه القرارات هي فصل نفر من القيادات السياسية والعسكرية وتجميد نشاط آخرين وسطروا بذلك لتلك الخطوة التى تعبر عن حالة البؤس والتوهان الذي أصابهم، بل والطعن فى ظل الفيل لأنه يستهدف الابرياء فى مناطق الهامش، وكان اندهاشى هو باي نوع من العقول يفكر قادة الحركة الشعبية شمال وهل الظرف موات لتصفية حسابات لا علاقة لها بالقضية وربما هى شخصية بحتة مع رفاق بقامة وطن .. وتركنا باب التساؤلات مفتوحآ امام الكل وقلنا متسائلين هل اثناء الثورة يمكن أن يتم عملية الإقصاء والفصل واقالة ضباط كبار لهم باع فى العمل العسكري والسياسى للمعاش دون أسباب موضوعية؟ ام ان القيادة اصابتهم نشوة سكرة السلطة؟
وبهذه الوتيرة لم تمضي اشهر حتى شهدنا مواقف رمادية من وفد التفاوض باسم الحركة الشعبية شمال واكثر ما كان يضحك المتابع أن رئيس الحركة الشعبية شمال والامين العام زجوا بنفر من الممثلين والكوميديين والفنانين والكتاب وأنصاف الصحفيين وأكثرهم اناس لا حجم لهم ولا وزن سياسي ولا اجتماعي أشركوهم معهم فى عملية التفاوض مع نظام المؤتمر الوطنى وكانت المؤشرات تدل على ان هنالك محاولة واضحة لاقصاء اصحاب المصلحة الحقيقيين والاتيان باناس لا علاقة لهم بالمنطقتين بل يخدمون اجندة تخص الامين العام وحاشيته من الهتافيين الذين اصبحوا يتماهون تجاهه ولا يبالوا عن ما سيترتب عليه عملية التفاوض الفوقي بإسم سكان الهامش المغيبون والذين قدموا الكثير منذ بداية شرارة ثورة ١٦ مايو الى يومنا هذا وهم يكافحون ويقدمون التضحيات وسقط منهم العشرات في سبيل قضيتهم ونضالهم ما زال مستمر دون كلل، والمؤسف أنه عقب فك الارتباط افترض رفاقنا من سكان المناطق الاكثر تهميشآ في جبال النوبة والنيل الأزرق حسن النوايا فى القيادة المكلفة التى ظلت تعبث بقضاياهم وتطلعاتهم وهمومهم دون استحياء وفى موقف كان بداية لنهايتهم حدث الاقصاء الممنهج وصدر قرار اولي يقضي باستبعاد رموز مؤثرين ولهم وزنهم السياسي والعسكري كان كل مطلبهم موضوعي ومنطقي يتناسق مع متغيرات المرحلة مما أربك عقار وياسر للخروج بمسرحيتهم التراجيدية التى فصلوا فيها الرفيق القائد إسماعيل جلاب وبعده دكتور أبكر آدم إسماعيل واحالوا فيها الرفاق الاشاوس ياسر جعفر السنهوري/ رمضان حسن نمر/ أحمد بلقة أتيم /الراحل المقيم على بندر السيسي/ عمر عبدالرحمن فور/ محمود التجاني .. وبقية الافاضل من القيادات السياسية والعسكرية الى المعاش) وحدثت ممارسات مصاحبة لها أيضا ساهمت فى وجود مناخ مشحون بالتخوين وغير صحي مما دفع بعض القيادات داخل الحركة الشعبية شمال إلى الإستقالة او الاعتكاف عن العمل السياسي وذات الممارسات من قبل الثنائى المرح أدَّى لإبتعاد كثيرين من الطلاب والشباب وفضلوا الهجرة واللجوء السياسى بدلآ من المساهمة في إزالة نظام المؤتمر الوطنى كهدف لأنهم أحسوا بتضييق الخناق عليهم من قيادتهم التى اختزلت نشاط التنظيم فقط للاكتناز واللهو باسم الحركة الشعبية وسكان المناطق المهمشة.
بعد عملية التخريب والفوضى العارمة التي إجتاحت الحركة الشعبية وإختلط فيها الحابل بالنابل انتبه الكثيرون الى مخطط تسريح الجيش الشعبي وتذويبه ومحاولة بيعهم نهارآ جهارآ فى سوق النخاسة وتدارك الكل اهمية التصدي للنهج العرماني العقاري المدمر،الأمر الذي قاد مجلسي التحرير في المنطقتين كأعلي ثاني جهاز تنظيمي فى مؤسسة الحركة الشعبية في تحمل مسؤليتهما التاريخية حتى بدأ بعض المستفيدين من الضمور والجمود بالبكاء على اللبن المسكوب وهنا لا ينفع الندم ..كما يقال ما طار طير و ارتفع الا و كما طار وقع ووقعوا عرمان وعقار، وهنا لا يمكن ان يجدوا من يساندهم مجددا لان الكل يعتبر قضيته أصبحت منسية وهو نفسه من المتضررين من اساليبهم التى اتسمت بالدكتاتورية والاحتقار لرفاقهم.
إن خطوة إقالة مالك عقار وياسر عرمان وتكليف الفريق/ عبد العزيز ادم الحلو هى اكثر من موفقة وتلبي لحد كبير آمال الشعبين وتخدم المسار السليم للحركة الشعبية التى كانت على وشك الإنهيار والتوهان بين ايادى تلك المجموعة التى تحسب باصابع اليد (مالك، ياسر وعدد اربعة من حاملي الحقائب وواحد ناطق باسم ياسر) وعلى الكل التواقين لمشروع السودان الجديد ان يستلهموا من اخطاء التجربة التنظيمية السلبية للقيادة السابقة التى سحب مجلس التحرير منهم البساط فى اجراء تنظيمي موضوعى ومنطقي وليس انقلابآ كما يصفه بعض الانتهازين من حاملي الحقائب والهتيفة .. ووجد تأييدا واسعا من الجميع خاصة أهل المنطقتين، فقط يُكذِّبه فرفرة الثلة المنتفعة من رحلات التفاوض الماكوكية التى كانت تعود عليهم بفوائد مادية وإجتماعية لكنهم لا يملكون أرضية في الميدان..
مهما يكن من شئ فإن المتشككين فى ادارة الرفيق الحلو نقول لهم بان اس الازمة والمشكلة كانت تكمن فى المرض العضال المتمثل فى شخص الرفيق الفريق/ مالك عقار الرئيس السابق لقطاع الشمال الذي إختار أن ينتحر وامينه العام السابق الفريق/ ياسر عرمان اللذان اساءا الى تاريخهم النضالي العريض بركلهم لمشروع السودان الجديد بإقامة تحالفات مشبوهة والإستعانة بأشخاص ليسوا أعضاء في الحركة الشعبية اضافة الى انهم لم يفكروا صادقين يوماً ما في الوقوف خلف تطلعات سكان وجماهير الهامش الذين يدفعون كل شئ والعمل على تحقيق اهدافهم بل قضوا جل وقتهم في خدمة أغراضهم وأجندتهم الخاصة..
يوم باكر احلى

مقالات ذات صلة