مقالات وآراء

الجنجويد عبيد السلطان وقودً للطوفان 2

الجنجويد عبيد السلطان وقودً للطوفان 2

ادم يعقوب

نستلهم من التاريخ بعض الاحداث كانت عبرً لكل معتبر مازالت تدرس ضمن الاستراتيجيات لبعض الدول ولكن ما يثير المرارة ان ابناء الوطن كانوا وقودً في تلك الاحداث والمعارك التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومنها الحرب العالمية الثانية والتي قتل فيها الالاف من الجنود السودانيين الذين شاركوا ضمن قوات التحالف, وباسم بريطانيا العظمي وتحت علمها شارك السودانيين كمٌلاك لاسيادهم في تلك الحرب وما ادراك ما تفاصيلها واسبابها والتي كانت لمن قرأ التاريخ جيدا انها مجرد صراع الثمان وتوسيع النفوذ في العالم بإستخدام الموارد البشرية والاقتصادية للدول المستعمرة في تلك الحرب كما ان جل تلك المعارك جرت في المستعمرات ومن ضمنها ليبيا في مواجهة الجيش الايطالي، السؤال الذي يجب ان نجيب عليه نحن كسودانيين من الذي قام بتجنيد السودانيين والزج  بهم في تلك المجازر وكم عدد الارواح التي فقدت منهم ومن قبض الثمن؟؟؟في مكان اخر وفي فترات لاحقة الا وهي حرب 67 والذي شارك فيها السودانيين الي جانب دولة مصر ضد اسرائيل ايضا  هنالك امور غامضة وغير واضحة عن الضحايا وكيف تم ارسالهم واي مصلحة تم جنيها من تلك الحرب ولصالح من واين المكاسب؟؟؟

لا اريد التعمق اكثر في التاريخ الذي تم اخفاءه من ساس ويسوس في الاحداث التاريخية الغير واضحة واستخدام جزء من السودانيين في حروب لا علاقة لهم بها وقبض ثمن ذلك من تمكين في السلطة وبعض الاموال وضمان تأمينهم من المحاسبة لما اغترفوه من جرم وفساد لذلك تجد في تاريخ السودان الحديث والقديم غياب المحاسبة والافلات من العقاب كنهج اساسي   للسلطة والحُكم الذي تسيطر عليه الاقلية في ظل تهميش الاغلبية المطلقة. ما يهمنا في الجزئية السابقة ان هنالك ربط مؤثق ما بين استخدام الجنجويد كأدوات للقتال نيابة عن اخرين ينعموا بالراحة، لا ادغدغ مشاعر القارئ ولكن هي رسالة لمن به صمم ومن كانوا في سباتهم يعمهون وقد اكد ذلك حميدتي في تصريحاته لقادة القوات المسلحة السودانية عندما صرح انه وجنوده يسهرون الليل لأجل راحتهم وراحة ناس الخرطوم ويجب ان لا يتم انتقاد جنجويده وان ينزلوا عليه المن والسلوي من اجل هذه الخدمات، هؤلاء الشرفاء حافظي اعراض واموال اهل المركز عند اتجاههم غربا في وديان دارفور ودروبها الوعرة اول شي يفعلونه قبل تعمير بنادقهم وهم علي مشارف القري يطلقون احزمة سراويلهم استعدادا لمعركة طرفها الاخر من الحراير فهم لا يدخلون الي معارك عسكرية بمعني الكلمة سميها ما شئت عزيزي القارئ ولتقل ( معرك سر والية-ذكورية او فحولية) وهؤلاء هم اصحاب العز وحافظي امارة النفاق في الخرطوم.
ضحايا او مجرمين شتان ما بين المصطلحين ولكن الجنجويدي يتقمص الشخصيتين ضحية عندما تم الزج به في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل ومجرما بعد المشاركة في الفظائع والكبائر في حق الاخرين.لقد ذكرت يا اعزائ مصطلح “حروب”بالجمع اعلاه ليس لكثرتها فقط ولكن لاختلاف امكنتها وانواعها وان عبيد السلطان فعليا مستخدمون فيها، لن اركز كثيرا علي استخدامهم في حرب دارفور او حرب المنطقتين فلكل يعلم دور وقود الطوفان القادم الي الداخل في تلك الحروب.
ربما رأي البعض قوات الجنجويد التي سلكت طريق شريان الشمال قبل عدة اشهر وانتهاكاتها في بعض قري ومدن نهر النيل وتذمر الاهالي منهم الي اين كان يتجه حراس الامارة الفاسدة؛؛؛ انها الهجرة الغير شرعية ومكافحتها ولكن من المهاجر والي اين؟ اليكم الخبر اليقين، الجنجويد كما اشرنا بأنهم عبيد للسلطان وتحت اِمرته ولا يعصون ما يؤمرون, فقد استلم نظام البشير ملايين الدولارات من بعض الدول الاوربية لمكافحة تسلل المهاجرين الي مصر وليبيا والتي ينطلقون منها الي اوربا فلم يستخدم نظام البشير القوات النظامية واجهزة الدولة بدلا من ذلك اتجه الي عبيده الذين لا يعصون له امرأ ليس فقط لإخلاصهم له ولكن ايضا لكي لا يعلم احد حجم تلك الاموال التي تم استلامها من الدول الاوربية ولأن الصفقة تمت بين مقربين من البشير والدول الاوربية وحتي لا يتم اقتسام الكعكة مع مؤسسات الدولة الاخري، او الصواب مع النافذين في تلك المؤسسات فتم الزج بعناصر الجنجويد لمكافحة التهريب، وايضاا لأنهم يعتمدون علي السلب والاغتصاب كمكافئة لخدماتهم فكانوا افضل خيار يتم استخدامه في تلك العمليات حتي يزداد ولائهم الاعمي، ليس من عندناا شي ولكن بألسنتهم ينطقون فقد صرح حميدتي في مؤتمر صحفي نقلا عن وكالة سونا الامنية ” ان السودان يعد من اكثر الدول مكافحة للتهريب والاتجار بالبشر….” يمكنكم الاطلاع علي بقية الخبر في موقع سونا، ما نطق به قائد القطعان كان يجب ان يصدر من وزير الخارجية اذا كان موجها للخارج او من وزيرر الداخلية اذا كان يهدف الي طمأنتنا علي حدودنا الفتية، ولكن من قائد مليشيات الجنجويد؛ ففي الامر ريبة وما ينطبق عليهم الي المثل المغربي”خدعوني وفي سوق النخاسة باعوني”
فتدبروا في الامر الي حين عودتنا في مقال اخر من سلسة الجنجويد عبيد السلطان وقودً للطوفان.

مقالات ذات صلة