مقالات وآراء

إحذروا سم عسل النظام

أحمد محمود

* تسابقت دموع الفرح علي خدود أسر الأسري المعتقلين الذين شملهم عفو القوي الثورية المسلحة والحكومة بعد أن سكبت نفس الدموع بغزارة علي فقدهم لسنين عدداً ، جاءت تلك الخطوات لتفتح آفاق جديدة نحو إمكانية الوصول إلى سلام يضع حدا لمعاناة الوطن والمواطن ، وهو غاية ظل ينشدها كل من ليس له مصلحة في استمرار الحرب بالسودان .
* جميل أن تبتدر حركة العدل والمساواة  والحركة الشعبية لتحرير السودان إبداء حسن النوايا بإطلاق سراح جل الأسري المعتقلين بطرفيهما لأسباب إنسانية أكثر منها سياسية علي اعتبار أنهم أبناء وطن غرر بهم وزج بهم في حروبات لا ناقة لهم فيها ولا حمل ، وجميل أن تحذوا  الحكومة حذوهما برد التحية وإطلاق سراح بعض من لديها من الأسري في خطوة لم يعهدها الشعب في ظلها  ، غير أن المتفحص لنوايا الحكومة من عدة جوانب يفاجأ ببقع سموم تسبح علي إناء عسلها التي ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب  .
* فعملية إعفاء وإطلاق سراح الأسرى من أبناء  إقليم دارفور فقط  ، تهدف بلا التباس إلي سلخ أبناء الأقاليم الأخري المنتسبة لذات الحركات عن كتلة الهامش العريضة وبناء جدار عالي بين مكونات المؤسسة الثورية بحيث يصعب تسلقه لتكوين  جسم موحد لقوي الهامش في المستقبل القريب ، وبالتالي أرادت الحكومة كدأبها ضرب وحدة الصف الثوري بالإيحاء لأبناء جبال النوبة والنيل الأزرق بأنهم غير معنيين بهذا العفو العام وأن هناك صفقة جرت تحت الطاولات بين بعض مكونات قوي الهامش ، بمعني أن عملية إعفاء المعتقلين تغاير في الغاية ما أبداها نظام الخرطوم ،  وإلا ما المانع من أن يشمل القرار أسري الحركة الشعبية لتحرير السودان ؟!!
وما السبب وراء تأخير إطلاق سراح  إبراهيم الماظ وتوتو وغيرهما  !!
* إضافة إلي  ذر الرماد في عيون المجتمع الدولي بغرض النجاح في إمتحانات الفوهرر (ترامب) التي ستظهر نتائجها في يونيو القادم ، فلم يجد النظام بدا من أن يرش بعض المياه لتهدئة غبار العقاب الأمريكي وإحراز نسبة نجاح تؤهله لرفع إسم حكومته من قائمة دول الإرهاب .
وحتي لا تقع مكونات القوي الثورية في فخ نظام المؤتمر الوطني وتناول عسله المسموم الذي -إن حدث –  سيقضي علي ما تبقت من خيوط الثقة بينها علي الحركات المسلحة إجادة فنون اللعبة بمهارة عالية لإرغام نظام المؤتمر الوطني لشرب ما أعده لهم من عسله المسموم   .

مقالات ذات صلة