أضواء علي الهامش

أوقفوا الموت البطئ في إقليم النيل الأزرق

يعقوب سليمان / مناظير الهامش
يعقوب سليمان / مناظير الهامش

طالعت كغيري من المهتمين بقضايا الهامش في المواقع الاسفيرية بيان نشرته رابطة النيل الازرق للتنمية والسلام، حول إنتشار وباء الكوليرا بإقليم النيل الازرق، واوضح البيان ظهور أعراض الإسهال المائي والحمي في قرى محلية الروصيرص مما نتج عنه عدد من الوفيات، ورويدا بدأت العدوى تنتقل بسرعة بين المواطنين دون التدخل من المسؤولين لانهم ارتموا في المكاتب المكيفة وابناء الهامش يموتون وهم يضحكون في بيوتات العزاء، انتقلت عدوى مرض الكوليرا الي الدمازين ولم تحرك الجهات المسؤولة بالخرطوم ساكنا لمواجهة هذا الخطر والتحقيق والقيام بالترتيب وسبل الوقاية وحماية المواطنين، الامر الذي دعا مدير عام وزارة الصحة بإعلانه ان ولاية النيل الازرق موبوءة بوباء الكوليرا، بالرغم من هذا الاعلان لم تبدي الجهات المسؤولة بالمركز اي اهتمام بالامر لا من قريب ولا من بعيد باعتبار ان اقليم النيل الازرق خارج مثلث حمدي، لذا تجد ان النخبة الحاكمة في الخرطوم تستخدم هذا الاقليم ليزودهم بالموارد فقط ليس الا، لان الامر اذا افترضنا جدلاً انه وصل الى مثلث حمدي مثلاً في الخرطوم او الجزيرة او جزء من النيل الابيض لقامت الدنيا وقعدت لكن لان انسان ذلك الاقليم المضطرب ظل مهمش لذا كان من الطبيعي ان تخفي الحكومة السودانية حقيقة الارقام ومعاناة مواطني ذلك الاقليم، مما يتطلب الامر الى التدخل العاجل من المنظمات الانسانية العامة في المجال الصحي بغرض انقاذ انسان ذلك الاقليم لان هنالك تدهور صحي متسارع في الاقليم الامر الذي دعا حاكم الاقليم الاسبق ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال مالك عقار اير بان يجري اتصالات بعدد من المختصين والاطباء لمناقشة الامر لان وباء الكوليرا يتفشى بسرعة في ظل تجاهل وعدم الاهتمام والاهمال الحكومي ليصل مستوى الجريمة في حق انسان ذلك الاقليم، لان مؤشرات الظلم الذي لحق بانسان هذا الاقليم تزداد يوما بعد يوم والمواطنين هم الاوفر حظاً بهذا الظلم نتيجة للاقصاء الممنهج والموت البطئ الذي تنتهجه حكومة الخرطوم في سياساتها ضدهم وضد اقليم جبال النوبة واقاليم دارفور حينما تمرس جهاز الامن السوداني وتدرب فنون ابتداع أبشع وأقسى طرق تعذيب ابناء الهامش وضربهم واعتقالهم بغرض التصفية وفقاً لسياسات وضعها “بشة” راجل عشة واعوانه الذين يتبعونها الان، لذا الامر يحتاج من ابناء الهامش التكاتف لإقتلاع النظام من جزوره، وهنا لابد ان نشيد بالدور المسؤول الذي قام به رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال مالك عقار اير ورابطة النيل الازرق للتنمية والسلام ونضم صوتنا اليهم ونطالب بضرورة اعلان حالة الطوارئ بالمناطق التي انتشر فيها المرض، باعتبار ان اقليم النيل الازرق منطقة موبوءة بوباء الكوليرا، وتكوين غرفة طوارئ من مختصين تعمل علي مدار الساعة لمنع انتشار الوباء وتمدده، وتوفير الدواء والمحاليل للمصابين، والعمل علي توعية المواطنين في المعسكرات والاحياء وتوفير الماء النقي غير الملوث، وإرشاد المواطنين بالاحتياط لمنع نقل الوباء وعدم التكتم علي هذه الكارثة وتمليك الحقائق للشعب وتنوير المواطنين بحجم هذه الكارثة للحيطة والحد من انتشار الوباء وحثهم لجلب الدعم للمناطق المتأثرة ومعسكرات اللجؤ والنزوح لان الامر اذا استمر بهذه الطريقة ربما يؤدي الى كارثة اكبر مما نتصور، لان الحكومة السودانية تنوي ابادة الشعوب الاصيلة في السودان ليبقوا هم الدخلاء يرثون السلطة على جماجم الفقراء وهذا لن يتحقق لهم في ظل استمرار الثورة السودانية لطالما ان الثورة تستمد إستمرارها من عزيمة الشعب السوداني للتخلص من النظام البربري الذي يجثم على صدره، لذا من واجبنا التضامن مع مواطني النيل الازرق المنكوبين بنار هذا الداء لان العذاب والموات واحد والعدو مشترك مص الدم وينخر الان في عظام الضعفاء.

مقالات ذات صلة