مقالات وآراء

أسرى نظام الخرطوم والحقيقة الغائبة

مبارك جابر

الخطوة الشجاعة والجريئة التى قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان (سودان) باطلاق سراح اسرى نظام الخرطوم فى بادرة تعد الثانية من نوعها فى تاريخ هذا التنظيم الذى يضج بالاشراقات ويعج بالمواقف البطولية ففى العام 2005 وبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحركة الشعبية لتحرير السودان ونظام الخرطوم(نيفاشا) وفى بادرة غير مسبوقة تم تسليم نظام الخرطوم اسرأهم دون نقصان وفى كامل الصحة ولم تتسلم الحركة الشعبية اسيرا واحدا.اما اذا نظرنا الى هذه الخطوة التى حدثت مؤخرا من الزاوية الانسانية نحسبها موفقة ومشرفة وذلك امتثالا للاوامر السماوية والشراكة الانسانية والاخلاق السودانية الفاضلة ولكن نبض الشارع وبعض التنظيم تدور بازهانهم ويجهرون بفيض من الاسئلة التى تطرح نفسها وتقف على رصيف الشك والظن حائرة الى ان تجد اجابة شافية تشفى غليلها وتفك حيرتها وهى 1هل هذه الخطوة تسليم ام تبادل للاسرى حسب الاتفاقيات والاعراف الدولية؟2 فاذا كانت تسليم لماذا يتم استشارة مجلس التحرير القومى فى هذا الامر الذى يرتبط بمستقبل التنظيم؟ 3واذا كانت تبادل للاسرى فكيف تمت تلك العملية علما بان مثل هكذا مواضيع تحتاج الى وقت طويل نسبة للتعقيدات التى تكتنفها؟ من هو الوسيط الذى قام بتقريب وجهات النظر وسعى من اجل انجاح هذه العملية ؟3اين تمت هذه المفاوضات المارثونية التى افضت الى هذه العملية الشائكة؟4 واين اسرى الجيش الشعبى تم اسرهم فى المعارك التى دارت بين الجانبين ام ان نظام الخرطوم ليس لديه اسرى ام يقوم بتصفيتهم كما درج على ذلك دائما؟5 ولماذا لا نحترم مشاعر اهل أسرى الجيش الشعبى ؟( العميد احمد بحر هجانة )الذى دبجت هذه العملية باسمه والذى قتلوه تعذيبا داخل استخبارات نظام الخرطوم فى كادوقلى حسب افادات الشهود الذين فروا من تلك المعتقلات .ان مثل هكذا اشياء لاتتم بواسطة السائحون او الشيخ ازرق طيبة كما زعم البعض بل ان الدبلوماسية الشعبية يمكنها لعب الدور الاكبراضافة الى التكتيكات والنفس طويل والخبرة الطويلة الممتازة ثم بعد ذلك تأتى الشراكة الانسانية فهؤلا الاسرى لم يؤسروا فى حفل ساهراو تم اعتقالهم من بين احضان امهاتهم بل جنود وسبب أسرهم انهم كانوا يقاتلون الجيش الشعبى ويذودون عن نظام الخرطوم بارواحهم وهدفهم هو قتل الابرياء واحراق الزرع ثم احتلال الارض وطرد سكانها الى معسكرات اللجؤ ثم سياسة توطين الاجانب كما حدث فى اقليم دارفور .من هم السائحون الم يكونوا جزء من نظام الخرطوم القاتل؟ الم يحملوا السلاح ضد الجيش الشعبى (دبابين ونصابين وما شاكلهم)؟وما هو دور المدعو ازرق طيبة ووضعه فى الخارطة السياسية والاجتماعية فى السودان ولماذا لايسعى الى اقناع نظام الخرطوم بالذهاب الى طاولة التفاوض والجنوح الى العملية السلمية والايمان بالتداول السلمى للسلطة والاحتكام الى صندوق الانتخابات واطلاق الحريات عوضا عن القبضة الامنية والدولة البوليسية التى ينتهجها. ان هذه العمليه جعلت البعض يقوم بالتأويل المبطن بالاتهام او رائحة المؤامرة اوالتواطؤ او الصفقة المقبوضة الثمن فكل تلك الاتهامات ان لم تجد الاجابة الشافية (بيان توضيحى ام تصريح رسمى) ان هذه الخطوة ومن خلال منظورى الخاص اعتقد انها كانت ضربة معلم وحالفها كثيرا من النجاح الذى رفع رصيد الحركة الشعبية شمال الوافر ويتضح ذلك جليا من خلال الاستقبال الشعبى والاحتفال الضخم الذى تم لهؤلا الاسرى فى مطار الخرطوم والاستطلاعات التى اجرتها بعض القنوات الفضائية مع ذويهم وقد ادخلت اهل المؤتمر الوطنى فى حرج كبير ونفق مظلم لااعتقد انهم سوف يخرجون منه قريبا اضافة الى اشادة المحيط الاقليمى والمجتمع الدولى واهل هؤلا الاسرى الذين ظلوا يهتفون للحركة الشعبية ويطالبون نظام الخرطوم باطلاق سراح اسرى كل الحركات المسلحة دون قيد او شرط فبعض الذين يعتقدون ان الحركة الشعبية(سودان) بخطوتها الشجاعة هذه قد ارتكتب جرما او اتت بفاحشة اقول لهم قد جانبكم الصواب فالمؤتمر الوطنى لايهمه اسير او جريح او ضحية فقد رفض استلام هؤلا الاسرى قبل ذلك فالذين يرجون من نظام الخرطوم فعل الخير فانهم واهمون ويسبحون عكس تيار الواقع وينشدون الخيال والوهم ويبنون بيوت من الرمال ويصعدون سلالم المحال فردود الافعال فى مثل هكذا مواضيع تأتى دائما بنتائج عكسية وغير محمودة العواقب مهما اختلف الناس حول تلك الخطوة فالمكسب التى خرجت به الحركة الشعبية لتحرير السودان (سودان) هو الاهم وهو الذى سوف يرسم خارطة الطريق وينير الطريق للاجيال القادمة ويؤسس لهذا النهج الاخلاقى القويم الذى لا يوجد الا فى قاموس هؤلا القادة الافذاذ الذين رضعوا من ثدى ثورة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock