مقالات وآراء

أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وأقلام الملتائين تجاه شعب النوبة (1-2 )

مادوجي كمودو برشم ( سيف برشم )
seifbarsham2000@yahoo.fr
إنجمينا – تشاد

قبل البدء في سرد هذه السانحة وقعت في يدي قصاصة من جريدة ألوان بتاريخ 22 ديسمبر 2016 في أحد صفحاتها كتب في مشاهدات لأحد أبناء النوبة المدعو كندة غبوش الإمام ويعرف نفسه بأنه عضو هيئة علماء السودان عن زيارته لولاية جنوب كردفان بدعوة من الوالي الأمني لم يثيرني ما كتبه عن الوالي الأمني وهو يبرر لنفسه عن أنه لم يتملق للوالي أو يكسر الثلج كما كتب هو لكن للنظر للفقرة التي كتب فيها ما يلي (( فتخيلوا مدرسة علي الكرار الثانوية المعلمات يجلسن على الأرض على بساط وكذلك الحال في مدارس أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وبقية المدارس المسماة بأسماء الصحابة الأجلاء . ولعمري هذا استخفاف بهؤلاء الصحابة الكرام البررة أن تكون هناك مدارس خربة بأسماء هؤلاء الذين نشروا الدعوة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.نطالب والي الولاية أن يغير أسماء هذه المدارس بأسماء غير أسماء الصحابة والصحابيات فهذا لا يليق بمقامهم الرفيع من قلوب المسلمين عامة ، فكيف لا تجد أسماؤهم التقدير والاحترام وتوضع على مرافق أكل عليها الدهر وشرب وتفتقر لأبسط المقومات التي تجعلها تقدم خدماتها كاملة ليستفيد منها جيل المستقبل المسلم )) . إنتهى ملاحظات هذا العضو لعلماء السودان ولا تتعجبوا من هذا العنوان الذي هو أصل هذه الفقرة التشاهدية من ذلك العضو حيث حجبت الرؤية السليمة للواقع المزري والمؤلم والظلم البائن المثخن بسنوات الحرب الطويلة عن ذلك المدعو ، فنحن لا نرد عليه من باب النظرة الواقعية بل من باب رؤيته العقائدية الفجة للواقع الماثل أمامه وهو لا يجروء على نقده مباشرة بل يمتطي حصان الدين والعقيدة لكي يبرر على تمرده وهذه العقيدة الآن قد أصبحت في تقاذف مع الريح والعواصف الهائجة التي لم تجد من يدافع عنها حيث بها قتل من قتل وأخر استباحها ليسترزق منها ويجلس بها على رقاب الناس باسمها والفئة الثالثة يتنطعون فيها وبها لكي يجدوا لهم موقع قدم مع المنافقين والهائمين بأفكارهم الرخيصة والهزيلة ، فهذا نصفه مع الهائمين الذين لم يجنوا إلا سراباُ ولم يدري أين هو الآن هل مع الطبالين ولا مع الراقصين .
( زمان الحتميات التي حملته على السعي لتطويع الواقع للرؤى الايدولوجية والمعتقدية وليس إمتحان تلك الرؤى على أرض الواقع لاستكشاف صلاحيتها ) ، لقد ولى زمان تطويع الواقع للرؤى العقائدية وقد فشلت تلك الرؤية على أرض الواقع والسودان هو أحد هذه المواقع الفاشلة فالذين يوهمون أنفسهم بان الأسماء لبعض أصحاب الرسول هي أسماء يمكن أن تغير الواقع أو إطلاقها على المؤسسات التربوية يمكن أن تعكس الرؤى العقدية للقابضين للسلطة لكن هراء وفلس هؤلاء لا يمكن أن يغير شيئاُ لأن الذي تربى وتبنى الظلم والإقصاء والتهميش لا يمكن أن يكون سليماُ وعادلاُ في عقله وتفكيره ودينه ولم يكن الإسلام بمعزل عن هذا الهراء فالذي أطلق هذه الأسماء منذ بداية إنقلاب هؤلاء على السلطة وتبنيهم لما يعرف بالمشروع الحضاري الفج لم تغير هذه الأسماء من واقع السودانيين بل اتت بما هو أمر وأسوأ على السودانيين فمن يتحمل سقوط وفشل هذه الرؤية الأيديولوجية الدينية المبتذلة . فهؤلاء الآن بدأوا يتنصلون منها ومن تبعاتها الخاسرة والمكلفة لهم وعلى وجودهم ، ونحن نسأل لماذا لا نضع واقعنا الخرب والسيئ في محل النظرة السليمة من دون إلباس وتطويع هذا الواقع بالماضي الديني الذي إنتهى بخيره وشره واستجداء الأسماء المسماة إسلامية وصبغها بايدولوجية أثبتت فشلها وزيف حامليها لأن في الأصل هذه الأسماء عربية ووجدت قبل ظهور الإسلام ودمغ هذه الأسماء صفة الإسلامية فنحن نسأل هؤلاء لماذا لم تغير الشعوب الإسلامية الأخرى الغير العربية أسمائها ؟؟؟ إلا إذا أردنا أن نمحو ذاتنا وكينونتنا وهويتنا واستبدالها بهوية شائهة وعنصرية فجة لا تسمن ولا تغني من إطلاقها . فالذين أطلقوا هذه الأسماء على المدارس الخربة كما قال عضو هيئة علماء السلطان وليس السودان عليهم تغير هذه الأسماء لأنها لا تمثل لهم شيئاُ في حياتهم أو مماتهم فنحن نسأل هل غيرت هذه الأسماء من واقعهم وهل نجحوا في استجداء عطف ورحمة الذين يحملون هذه الأيديولوجية والتبجح بها في منابرهم أن يأتوا ويؤسسوا لهم تلك المدارس الخربة التي تحمل تلك الأسماء لقد حٌملوا الإسلام تبعات فشلهم وتنطع تفكيرهم وسفالة مقصدهم وبدأ هذا الإسلام يحصد أشواك تخلفهم وابتذال معرفتهم وخواء تفكيرهم .
عندما قام شعب النوبة بالثورة والتمرد ليس اعتباطا وحباُ في العمل المسلح ذو الكلفة الباهظة من كل الجوانب إنما شعوره بالظلم الماحق والبائن بعد أن أستنفذ كل الطرق السلمية والمطالبة السياسية بالحوار والتنمية المتساوية والعادلة لكل أقاليم السودان فلم تجدي كل تلك السبل من إحقاق الحقوق ورد المظالم . وفي إحدى الصحف وبالتحديد جريدة التيار في العام 2015 أستنجد هذا العضو برئيسه الهارب لإنقاذ جنوب كردفان من الحوار النوبي – النوبي الذي يمثل كارثة لجبال النوبة فهل إذا جلس الأخوة الحاملين للسلاح والآخرين من بني جلدتهم في رتق الرؤى المختلفة هل هذا يعتبر كارثة ومدعاة لحشد السفلة والأرزقية فهذا لا يعرف نفسه أين هو الآن بعد أن حظر ومنع من دخول جبال النوبة في الفترات السابقة إلا أن هذه الدعوة قد ردت له اعتباره وبها بدأ عاداته الجديدة والقديمة في الدفاع عن السلطان وعقيدته والتملق له .
في إنتباهة الخراب والعنصرية كتب العنصري المهزوز والملتاع بهوس تلفيق المؤامرات إسحق أحمد فضل الله بتاريخ 26 ديسمبر 2016 ما يلي (( منزل يقع قريباُ من مستشفى التيجاني كان مملوكاُ لفيليب غبوش وفيليب يعهد به لطبيب قبطي في الخرطوم , والرجل الذي يحمل سودانية عميقة في صدره يذهب إلى تحويل البيت هذا إلى نادي للنوبة يخلد ذكرى غبوش وقادة النوبة والآخرون من النوبة في الخرطوم يتعهدون للدولة بان يصبحوا هم الفصيل الأعظم الذي يقاتل لحماية السودان انطلاقا من النادي هذا الذي يصبح إعلاناُ عن الصلة الحقيقية بين النوبة والسودان كله !!! لكن بعضهم تقول أوراق مخابرات مصر …يعارضون الأمر حتى يبقى النوبة أعداء للوطن !!! )) هذا ما كتبه ذلك الأهوج والاخرص فالنوبة لا يكونوا أعداء للوطن بل يكونوا أعداء للسفلة والقتلة والملتائين القابضين للسلطة الذين شتتوا هذا السودان عن أي وطن يتحدث ذلك المختال ماذا تبقى منه لكي يدافع النوبة عنه وهو يباع لأصحاب التخمة الدينية في الخليج والآخرين يقطعون أجزائه عنوة واقتدار والسفلة يقتلون أبنائه بعد أن أصبح مسرح لكل من له ايدولوجية رعناء وهوجاء ويأتي لكي ينعق بها في السودان فللنظر للمنظمات الوهابية ودعاة القتل باسم الإسلام الذين ينتشرون في أرجائه وهم محميين من قبل المتهرطقين عن أي وطن يدافع النوبة عنه وبعض أهليهم تهدم كنائسهم وتصادر من دون وجه حق , عن أي وطن يقاتل النوبة لحمايته ويمنع الغذاء والدواء والتحصين من أبنائهم وأهليهم في الكراكير والكهوف فليذهب هذا الوطن إذا كان هذا هو حاله . ماذا جني النوبة من الدفاع عن السودان سؤال نسأله للذين عاهدوا السفلة للقتال لحماية السودان المضروب حقيقة من هانت عليه نفسه تهون عليه مصائر غيره.رزية الموت والقتل والمؤامرة تكالبت وتداعت عليها الأنفس القصيعة والوضيعة حيث تتقاطر بعض أقلام الكلاب الضالة في الكتابة عن شعب النوبة ليس من باب الإنصاف والتاريخ العريق لهذا الشعب بل من أجل الإساءة والتجريح وتزوير الحقائق الذي طبع به الذين أتوا للسودان والسعي الحثيث لتبديل وتحريف الثوابت الطبيعية وتلفيق التقارير المشوهة لعكس التاريخ الحقيقي لهذا السودان الذي ما زال بعض الموسوسين يتناولونه بغية الشفاء من أمراضهم المزمنة حول من هم !! بعد أن علموا وعلم غيرهم من المتعاطفين معهم بأن هذا السودان المتبقي لا ينعم بالسلام والهدوء ما لم يأخذ هذا الشعب حقوقه كاملة غير منقوصة إذا شاء هؤلاء أم أبوا . فلم يجدوا شيئاُ لكي ينفثوا حقدهم ومرضهم إلا بتزوير حقائق التاريخ وعلموا بان السودان من غير النوبة لا يبقى ولا يكون .فكتب العنصري الحاقد والمتهرطق الشائه والداعشي الساقط المدعو محمد وقيع الله عن النوبة ما يلي :-
((كان النوبة السودانيون في جاهليتهم، التي أنقذهم الإسلام منها، يتاجرون بالرقيق.وقد كان الأفارقة عموما يمارسون هذه التجارة البغيضة.
فقد كانوا يصطادون بعضهم البعض أثناء الغارات والحروب غير المتكافئة، ويقهرون من يلقون القبض عليه ويشرونه بثمن بخس في السوق المحلي، أو في سوق الساحل، أو لدى وكلاء السفن الأجنبية في الداخل.
وهذا جانب معروف غير منكور من جوانب تاريخ تجارة الرق المؤسية، وهو تاريخ طويل استفحل أمره في العصر الحديث؛ عصر الامبريالية الغربية، عندما أصبحت هذه التجارة وباء هدد القارة الإفريقية كلها.
وقد وقفت خلال دراستي لتاريخ تجارة الرقيق في أمريكا على أن هنالك رقيق أبيض اجتلب إلى أمريكا من شمال القارة الإفريقية؛ فتجارة الرق قد هددت إذن القارة كلها، ولم تكن قاصرة على سودان القارة دون بيضانها.
ولا أقول هذا تخفيفا من وزر قومنا النوبة السودانيين إذ كانوا جاهليين، وإنما تقريرا لذلك الوزر وتأكيدا له.
وقد ثبت من نصوص التاريخ أن أهلنا النوبة هم الذين بادروا في غضون مفاوضاتهم مع المسلمين إلى اقتراح مقايضة ما يشترونه من المسلمين من قمح وعدس بعدد من الرقيق مما ملكت أيمانهم.
ولم يطلب المسلمون من النوبة ابتداء أن يقدموا لهم رقيقا مقابل السلع التي يجلبونها.
ومن جانبهم لم يقترح النوبة أن يقدموا هذا العدد من الرقيق من بني جلدتهم، أو من أبنائهم كما يريد البعض أن يفهم من النص الذي جاء بهذا الصدد في معاهدة البُقط))..إنتهى .
When all the water has gone it only the largest Stones remain in the river bed
( أهل الثوابت المستقرة هؤلاء ليسوا أغبياء إلا بقدر إيمانهم بأن في مقدورهم مراوغة التاريخ , من وجوه المراوغة إلباس الثوابت المزعومة ثوباُ أسطورياُ وكسوها عباءة تقديسية حتى يصبح نقض الموروث الإبتاعي نقضاُ للمقدس . منصور خالد ) . لماذا لم ينقذ الإسلام العرب أولاُ من هذه التجارة التي ما زالت حتى الآن في بعض دولهم وبصورة صارخة وبأسواقها المتعددة فالذي يراوغ الواقع لا يخدع إلا نفسه.
أولاُ إن إسلام النوبة في السودان كان نتيجة للخوف من الاسترقاق بعد أن تتداعى النخاسون تحت مسميات شتى منها ما هو تجاري وأخر مغلف بالدين وثالثهم تقوده حيواناته وكلهم كان هدفهم واحد.
نواصل ………………..

مقالات ذات صلة