مقالات وآراء

لماذا تتوهم قوى نداء السودان بوجود أزمة داخل الحركة الشعبية شمال؟

التغييرات داخل الأحزاب والكيانات والتنظيمات السياسية وهياكلها القيادية يفترض انها أمر عادي بغية التجديد ،وان التغيير سنة حياتية وقدر حتميوليس بالامكان التهرب منه وان تفلسف البعض وراوغ بمبررات واهية لرفض أي جديد.
قرارات مجلس تحرير جبال النوبة/جنوب كردفان التصحيحية في مارس 2017م التي اطاحت بياسر عرمان ومن ثم بمالك عقار اير من رئاسة الحركة الشعبية شمال، جاءت في اطار التغيير والتجديد الذي قلنا انه قدر حتمي في حياة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تسعى لتطوير نفسها لتلبية متطلبات قواعدها وجماهيرها. لكن قوى المعارضة السودانية لم ترى في هذه الإجراءات والقرارات سوى أزمة وزلزال يضرب الحركة الشعبية وعليها ان تبذل مجهودا جبارا لإعادة الأمور الى نصابها بإعتبار ان الحركة مكون مهم من مكونات المعارضة التي تسعى لإسقاط النظام في الخرطوم.
بعد قرارات مجلس تحرير جبال النوبة مباشرةً ، وقع عدد من قادة الأحزب والكيانات التي تدعي معارضة النظام السوداني على توقيعات يرفضون فيها تلك القرارات ويصفونها بالعنصرية ..وها هو تحالف (نداء السودان) المعارض في السودان هو الآخر، يعلن عن تشكيل لجنة ثلاثية للتوسط بين طرفي الخلاف في الحركة الشعبية ـ شمال. ولا ندري والسؤال دائما موجه لهذه المعارضة وهي بالضرورة شمالية ..لماذا يعتبر التغيير الذي حدث داخل الحركة أزمة في نظرها؟
ان تحالف نداء السودان هنا وكغيره من القوى الشمالية يتوهم عمدا وبقصد ووعي بوجود أزمة داخل الحركة وحلها يتطلب تدخله شخصيا للتأثير على (المختلفين) للتراجع والوصول الى حلٍ ما، والقصد من هذه المحاولة المكشوفة البائسة عزيزي القارئ، هي اعادة عرمان ومالك الى الواجهة وانتاجهما من جديد، لكن هذا الأمر الإستفزازي لا يمكن قبوله لأن عرمان وعقار لم يتم فصلهما من الحركة الشعبية أصلا ولهما حق الترشح لأي موقع في المؤتمر الإستثنائي القادم إذا ارادا.
الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال منذ صدور قرارات مجلس تحرير المنطقتين -جبال النوبة/جنوب كردفان والنيل الأزرق. أصبحت قوية وتعيش وحدة حقيقة عكستها الإحتفالات التي اقامها الجيش الشعبي ومجلس تحرير جبال النوبة في بداية شهر يوليو 2017م بمناسبة وصول الرئيس الجديد للحركة الشعبية القائد عبدالعزيز الحلو الى المناطق المحررة بجبال النوبة. وعليه يجب على التكتلات والكيانات الوهمية التي يحوم حول أفرادها كل الشبهات ان تتوقف عن تقديم مبادرات ملغومة لا تزيد من الوضع السياسي إلآ ضبابية.
على تحالف نداء السودان أن يعرف من الآن أن هناك وعيا بدأ يضيء المرحلة القادمة ومحاولات قفل أبواب الارتزاق أو غسل الأيادي من أى مجموعة أو أفراد تورطوا فى أى تفاوض ضد المبادئ الثورية الخالصة المشروعة التى تخدم مصلحة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال الداخلية والخارجية وتخدم رؤية السودان الجديد وتضمن وحدتها دون تدخل من احد خاصة بعد فترة ثورة مارس 2017م التصحيحية.
الحركة الشعبية اليوم قوية تحت القيادة الجديدة التي تعمل مخلصة دون البحث عن منافع أو تملق أى سلطة ولها تاريخ معلوم وغير ملوث وأن هؤلاء هم من سيقفون بقوة أمام محاولات القفز وإبرام أى من الصفقات لتمرير مصالح مجددة مع نظام الإبادة الجماعية التي لا تخدم أهداف الحركة الشعبية وجماهيرها وقواعدها.
عزيزي القارئ..
إذا كانت ذاكرة تحالف نداء السودان ضعيفة ونسى ما قاله الفريق عبدالعزيز ادم الحلو في خطاب قبول تكليفه من قبل مجلس تحرير جبال النوبة كرئيس للحركة الشعبية إلي حين عقد المؤتمر القومي الاستثنائي. فإننا نذكره بأن الحلو أكد علي احقية من شملتهم قرارات الإقالة من مواقعهم في الحضور والمشاركة في المؤتمر العام والترشح لاي موقع في التنظيم.
هذا الخطاب وما جاء فيه من كلام كان واضحا لا غبار عليه ولا لبس فيه ، وهو انه من حق مالك عقار وياسر عرمان واحمد العمدة ان يحضروا المؤتمر الإستثنائي القومي القادم مثلهم مثل أي عضو في الحركة الشعبية. لكننا حقا لا ندري ما الذي لم يستوعبه نداء السودان من كلام الحلو ليأتينا بفرية تكوين لجنة ثلاثية للتواصل ..تواصل على ماذا ..هل لإعادة مالك وعرمان لقيادة الحركة أم ماذا؟
الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال اليوم بقيادة الفريق عبدالعزيز الحلو متحدة جدا وقوية كالصخرة الصماء ولا خوف عليها اطلاقا ، وعلى تحالف نداء السودان إذا فعلا حريص على أهل المنطقتين ويريد سلاما في السودان ..عليه تجييش جماهيره وقواعده للخروج الى الشوارع لمطالبة النظام بفتح الممرات الآمنة لتوصيل المساعدات والطعام والغذاء والدواء للمتضررين بسبب الحرب. وإلآ عليه ان يقبل الأمر الواقع وليرحل عن العمل السياسي ويحال الى التقاعد وليفسح المجال للشباب الصاعد ، فقد هرمنا من خطاباته وسئمنا من نفاقه وأكاذيبه وتدليسيه.

مقالات ذات صلة