مقالات وآراء

تقنين القانوني لجرائم الجبهة الاسلامية محاكمة عاصم عمر نموذجا

بقلم : محمـد داؤد سليمان
لم افاجأ كغيري من الذين يهتمون بقضية الوطن المختطف من قبل الجبهة الاسلامية منذ عام 1989م، بقرار القاضي الاسلاموي عابدبن ضاحي بادانة الطالب عاصم عمر الذي اتهم زورا بقتل شرطي اثناء احتجاجات طلاب جامعة الخرطوم، وكان تلك الحتجاجات اعتراضا علي قرار حكومة الجبهة الاسلامية علي بيع الجامعة ، المؤسسة التعليمية الاعرق في السودان، حيث تم اختيار الطالب عاصم عمر بعناية فائقة لتوجيه تهمة القتل، ومن لا يعرفون عاصم عمر انه قبل التحاقه بجامعة الخرطوم كان طالبا بجامعة بحري (جامعة جوبا سابقا) حيث تم فصله من تلك الجامعة فصلا سياسيا، دون مبررات منطقية، ومنه التحق الي جامعة الخرطوم، كما تعرض للجلد برفقة الامين العام الحالي لحزب المؤتمر السوداني مستور احمد محمـد بعد مخاطبة سياسية في احدي الاسواق في امدرمان.
حركة الطلبة في السودان ظل مستهدفا من قبل الانظمة الدكتاتورية التي مرت علي سدة الحكم منذ خروج الانجليز، وظل منذ ازمان بعيدة الحركة الطلابية هي التي تقف في وجه الانظمة القمعية، وكان استشهاد الطالب ( القرشي) من الاسباب الاساسية لثورة اكتوبر1964م، وفي ثورة ابريل عام 1985م لعب فيها الطلاب الدور الرئيسي في اسقاط نظام نميري الدكتاتوري، وحين اتي نظام الانقاذ اتخذ قتل الطلاب كوسيلة لترويع الطلاب واسرهم، حيث قتل الاجهزة الامنية في بداية حكم الاسلاميين عام 1989م كل من ( بشيرالطيب، سليم محمـد بوبكر، والتاية محمـد ابوعاقلة، محمـد عبدالسلام) معلنة بذلك فصل جديد اكثر دموية في تاريخ السياسي السوداني، واصبح اسوارالجامعات  ساحة للمعارك والجهاد ضد المعارضين من الطلاب، ومنذ ذلك اصبح قتل الطلاب منهجا لاستكات صوت الطلاب، كما استشهد ميرغني نعمان سوميت، في مدخل الالفية الثالثة في جامعة سنار،كما استشهد الطالب معتصم ابوالعاص في جامعة الجزيزة بطعنة سكين، واستشهد ايضا في عام 2010م الطالب محمد موسي بحرالدين الطالب بجامعة الخرطوم كلية التربية، تحت التعذيب في معتقلات النظام، والطالب محمـدين الطالب بجامعة زالنجي، لحقه بعد عامين اربعة طلاب من جامعة الجزيزة، وبعده بايام قليلة استشهد الطالب عبدالحكم عيسي الذي كان يدرس في جامعة ام درمان الاسلامية، وفي عام 2014 استشهد الطالب علي ابكر الطالب بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم، بالاضافة الي مئات الطلاب الذين اختفو في ظروف غامضة، بالاضافة الي المئات من الطلاب الذين قتلوا في مناطق الصراعات ( دارفور، جبال النوبة، النيل الازرق) .
مؤتمر الطلاب المستقلين احدي المنظومات السياسية التي نشأ وتكون داخل اسوار الجامعات السودانية، وساهم وما ظل يساهم مع المنظومات السياسية الطلابية الاخري في مقاومة الدكتاتوريات في السودان، من اجل بناء وطن ينعم بالحرية والسلام، والرفاهية، ولكن الانظمة الدكتاتورية خاصة الاسلاموي عمل استهداف التنظيم منذ استيلاءه علي السلطة بقوة الدبابات، وفي عام 2000م استشهد الطالب ميرغني نعمان سوميت الطالب في جامعة سنار، رئيس اتحاد طلاب جامعة سنار، وعضو مؤتمر الطلاب المستقلين برصاص في جبهته اثناء مظاهرة احتجاجية لطلاب جامعة سنار،عن رصاصة اطلقها نظامي، وبالرغم من معرفة الجهات الرسمة بمن هو القاتل الا انه لم يفتح حتي محضر تحقيق حول ملابسات مقتله، وفي عام 2007 تم اعتقال اكثر خمسين عضو من عضوية مؤتمر الطلاب المستقلين، بعد موت احد طلاب النظام اثناء هجوم نفذه طلاب الجبهة الاسلامية علي منبر مؤتمر الطلاب المستقلين، حيث تعرضو لكل انواع التذيب في معتقلات الامن السوداني، وتم اطلاق سراح بعض منهم والبعض الاخر مكث في زنازين الجبهة الاسلامية اكثر من سنة، تحت محاكمات صورية، بتهم ملفقة، وان محاكمة الطالب عاصم عمر الذي هو عضو مؤتمر الطلاب المستقلين، استمرارا لتلك النهج الذي انتهجه الجبهة الاسلامية في استهداف المنظومة.
النظام العدلي الجبهوي التي ادمن تزوير الاحكام، لم نسمع به من قبل انه فتح محضر تحقيق علي مقتل طالب معارض داخل اسوار اي جامعة في السودان، لذا ان اي حكم قضائي يصدر منه نعتبره في حكم البطلان، ولا يساوي قيمة الورق والحبر التي كتب به.
قاضي الجبهة الاسلامية الذي اصدر قرار الادانة لعاصم عمر، يعلم تماما ان حكمه باطل، وانه حكم سياسي في المقام الاول من اجل ارضاء السلطة، التي اتي به الي السلك القضائي دون مؤهلات، يؤهله علي شغل منصبه القضائي، ولكن فليعرف ان الايام دول، والنصر قادم لا محالة، وان غدا حتما لناظره قريب…..
( في زنزانتي المظلمة لم اشعر ابدا، انني وحيد او منسي، كنت اعلم ان كل من له ضمير حي معي)
احد سجاء الراي
mohamedj209@gmail.com
القاهرة

مقالات ذات صلة