مقالات وآراء

انهيار الجنيه السوداني

إن هذا الإنهيار الذي يشهده السودان حتي فقد الجنيه السوداني قيمته ليس سوى حلقة ضمن إنهيارات أخرى شهدتها عدة قطاعات ، فالجنيه السوداني مثلا كان له شنه ورنه مرفوع الراس امام العملات العربيه والإفريقية ، زمن كان السودان بشماله وجنوبه ، لكن فى زمن المهذلة السياسية في عهد الكيزان انكسرت هيبة الجنيه السوداني وأصبح لا يغني ولا يثمن من جوع . والمشكلة إن الدولار هو المتحكم في جميع المعاملات التجارية الدولية والمحلية لذلك يكون له أثر مباشر في حياة الشعب ، وبعد أن تجاوز الدولار سن الاهلية في بلدي الجريح فلابد أن يتم له مراسم الزواج لكي يستقر لان الزواج استقرار . وقد هبط الجنيه السوداني بشكل مخيف دفع هذا الهبوط بالانهيار، وذلك بعدما فقد الجنيه نحو 200% من قيمته أمام العملات الأجنبية في السوق الموازية ويرجع ذلك الي خطط اصحاب المشروع الحضاري الفاشلة . وقاد هبوط الجنيه مقابل الدولار إلى انخفاضه أمام عملات أخرى كالين الياباني والشلن النمساوي والريال السعودي والدرهم الاماراتي ، وان برامج حكومة الكيزان فيه خللا لا يسمح بتحسين وضع الجنيه ، وفي ظل بقاء حكومة الانقاذ في سدة الحكم سيواصل الجنيه انهياره أمام العملات الأجنبية وبالاخص الدولار الذي يواصل التقدم الي ان يصل سن المعاش في ظل سرطان السودان الطفيلي . أما الاوضاع المعيشية الصعبة فحدث ولا حرج انهيار جميع المشاريع التنموية والزراعة والصناعية مما سبب انكسار الأمل للشعب ، زاد الحقير الطينة بلة بعد استهتاره بالشعب والنشطاء الشرفاء في كسلا ومدني . واستقبل الشعب السوداني العام 2017 بنفسية مهزوزة تميل فيها كفة الخيبة على كفة الأمل لقد تذوق طعم الإخفاق من قبل المعارضة التي فشلت في اسقاط النظام وما زالت المعارضة تعيش فشلا وخللا في برنامجها ، وتجرع الشعب مرارة واقع سيئ هش قصم ظهره ، لكن بالرغم من كل هذه الانكسارات يجب ترك الماضي خلف ظهورنا، نتطلع للمستقبل بنفس جديد، وأمل قوي في اسقاط النظام الذي قتل الشعب ومعه الجنيه السوداني . لذلك أحلم وهذا من حقي طبعا بحكومة منسجمة تنأى عن منطق الاختلاف تكون قراراتها الداخلية تشاركية غير منفردة بعيدة عن الهيمنة على القرار أو التطاول على اختصاص هذا الوزير أو ذاك . أحلم أيضا، بحكومة تجعل المواطن محور اشتغالها، والمرجع الأساس الذي تدور حوله كل سياساتها، لا أن يكون وسيلة تلجأ إليه الحكومة لتغطية عجزها في هذه الميزانية أو تلك.. إنني متفائل بعد اسقاط هذا النظام سوف تكون هناك حكومة لن تشبه حكومة الكيزان ، وأن رجالاتها سيحملون هم الوطن والمواطن على حد سواء. إنني متفائل جدا بأن 2017 ستكون سنة التغيير الحقيقي كل عام والشعب السوداني بالف خير .
الطيب محمد جاده

مقالات ذات صلة