منوعات

اغاني الشعب المنسية

انور سليمان

تعريفي لكلمة اغاني التراث تعني الاغاني التي تعرضها القبائل المختلفة بلغة غير اللغة العربية استطاعت هذه القبائل المحافظة عليها عبر الحقب المتعاقبة ,رغم المحاولات المتكررة لطمس وجودها عبر الاستعلاء العرقي والثقافي وجعلها في مكانة ليست ذات اهمية , حتي الكثير من ابناء هذه الثقافات ابتعدوا عن الاهتمام بها وتطويرها

انا علي دراية تامة بان الاغنية ليس لها حدود تعتمد علي ذوق المتلقي واللغة التي تربي عليها, اجيال تم تشويشها عبر الاستماع لاغاني فرضت عليها واصبحت اساس لبقية الاغاني التي تلتها مع تغيير بسيط ,النخبة الحاكمة منذ الاستقلال حتي يومنا هذا ساهمت بصورة مباشرة في تطوير نوعية من الاغاني مثل اغاني الحقيبة التي اصبحت اساس لبقية الاغاني والتي نبعت من الاناشيد الدينية المتبعة في الطرق الصوفية ,وفرض السلم الخماسي كاساس لكل اغاني السودان رغم عن البلاد غنية بمئات من الوان الايقاع والالات الموسيقية المتنوعة والتي قل ما تجدها في بقية العالم الاخري ,اغاني التراث التي تمثل عنوان لهوية الشعب قبل دخول الاسلام قالوا انها لاتتماشي ما قيم الاسلام هذه اكذوبة كبيرة وهراء كبير تم السكوت عنه لسنين طويلة ,وفي احيان اخري عندما يحاول الشعب تقديم نفسه بطريقة اخري تسمي بالاغاني الهابطة التي لا ترقي للذوق العام يتم حصارها وفرض الراقبة الصارمة عليها وتحجيبها عن وسائل الاعلام تلفزيون ,و راديو.

الكثير من فناني التراث واجهوا التهميش المستمر عبر الحقب المختلفة من نجح في فرض نفسه مثل عبدالقادر سالم ,عمر احساس, احمد شارف ,وشق طريقه كان بسبب انهم وجدوا مساعدة من النخبة الحاكمة.

لجنة المصنفات الادبية عبر الحقب التاريقية كانت قريبة من صناع القرار لهذا كانت الراقبة والمنع هي الاداء التي استخدمت لمنع مواهب فناني التراث من الظهور ,ابناء جنوب السودان قبل الانفصال تم تهميش كل الابداعات والمواهب الفنية التي يمتلكوها لدواعي اللغة والشكل المظهري.

الاهتمام بنوعية معينة من الاغاني اثر سلبا في عدم تطور اغاني التراث مما اجبر الكثير من جماهير الشعب الانسياب مع تيار اغاني الحقيبة بصورة غير ارادية ,اغاني الحقيبة نشات في وسط وشمال السودان في ظل هيمة اهل الوسط والشمال في احتكار السلطة والثروة ,بحكم هذا ليس غريبا عن نجد اغاني الطنبور باستمرار في وسائل الاعلام عندما تسال ما الفرق يقولون ان كلماتها ولحنها جميل يواكب جمالية النيل والنخيل ,الغريب في الامر وضعوا الكلمة كاساس للظهور ونسوا اجمل ايقاعات السودان المتنوعة الاخري شاهدوا فيلم الرقص علي ايقاع الانتينوف تجد عن الايقاعات التي اكتشفوها في منطقة جبال النوبة وجنوب النيل الازرق ايقاعات لاول مرة تتم عرضها للعالم وتمتعنا جميعا بهذا التنوع الهائل للايقاعات وطريقة الرقص المختلفة ان كل هذه السنين تم تهميش انسان الهامش وثقافته وارثه الثمين بغرض طمس هويته واظهاره في هوية اخري مخافلة تماما عن الواقع الذي يعيشه .

السبب وراء دعوتي الي تطوير اغاني التراث هي احساس داخلي لكثير من شعبنا وايجاد مكان لها وسط هذه الاغاني وبقية الاغاني الاخري ,انا من الذين لايتفقون ما دعاة خلاف الحقيبة والاغاني الاخري التي وجدت الاهتمام تسمي اغاني هابطة لا ترقي للمستوي هذا غير صحيح الاغاني الهابطة هو تعبير داخلي وتمرد علي النمط الموجود .

حان الوقت الوقت لتطوير اغاني التراث لانها تمثل روح الشعب وحياة الشعب اليومية وامتداد لارث حضاري ما العيب في اغنية( ماما تلي )و(جبل مرة كيره كيرو)(جي تروكي متلونا)(ذنوبا) ما العيب في كل هذه الاغاني حتي لا تجد مكانا لها, كل التحايا لراديو دبنقا وهي تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح للمحافظة والاستمرارية في عرض هوية الشعب المنسية ,حان الوقت لتجد هذه الاغاني نصيبها من الاهتمام عبر الاعلام المحايد وتعريفها للاجيال القادمة حتي نستطيع عن نحافظ عليها لانها تمثل حضارة شعوب جاءت لتبقي.

مقالات ذات صلة